Tuesday, January 24, 2012

[همس الغلا®:14587] جيل جديد من الإسلاميين السياسيين يمضي قدما



 
 

 جيل جديد من الإسلاميين السياسيين يمضي قدما

بقلم: أوليفر روي/واشنطن بوست

21/1/2012

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

في كل مكان, الإخوان المسلمون يقطفون ثمار التحول نحو ديمقراطية لم يقوموا هم بإشعال شرارتها. إن هناك فراغا سياسيا بسبب أن الطليعة الليبرالية التي أطلقت شرارة الربيع العربي لم تحاول و لم تكن تريد الوصول إلى السلطة. لقد كانت ثورة دون ثوار. إن الإخوان المسلمون هم القوة السياسية المنظمة الوحيدة على الساحة. و هم متجذرون في المجتمع, وقد أعطتهم عقود من معارضة الأنظمة القمعية الخبرة و الشرعية و الاحترام. إن أجنداتهم المحافظة تناسب المجتمع المحافظ, و الذي قد يرحب بالديمقراطية و لكنه لم يتحول نحو الليبرالية.

وفق هذه الظروف, فإن شبح وجود دولة إسلامية شمولية أصبح يتماثل أمامنا, وذلك  مع احتمالية فرض الشريعة و إقفال قوس الديمقراطية الذي فتح حديثا. و لكن هذه النتيجة بعيدة الاحتمال.

إن الإسلاميين قد تغيروا في واقع الأمر: لقد أصبح أكثر المنتمين إليهم من الطبقة الوسطى , و قد استفادوا من تحرير الاقتصاد المحلي خلال العقد الأخير من القرن العشرين, خصوصا في الدول غير النفطية. كما أن الإسلاميين قد استفادوا من دروس فشل الأنظمة الأيدلوجية و من نجاح حزب العدالة و التنمية التركي. إن الإسلاميين لم يعودوا من مؤيدي الجهاد و هم يتفهمون القيود الجيواستراتيجية كالحاجة إلى الحفاظ على حالة السلام, حتى السلام البارد مع إسرائيل. إن الواقعية هي نقطة البداية للحكمة السياسية.

لقد تم انتخاب الإسلاميين على أساس أجندة واضحة: الاستقرار و الحكم الرشيد و الاقتصاد الأفضل. إذا كانوا قادرين على الوصول إلى عدد أكبر من مؤيدي الدستور يفوق عدد مؤيدي الشريعة , فإن ذلك يعود إلى أن بإمكانهم أن يجمعوا مثل هذه الأجندة الإصلاحية بينما يتحدثون في نفس الوقت عن الدين و القيم و الهوية و التقاليد. لقد حقق حزب النهضة الأغلبية في القنصلية التونسية في سان فرانسيسكو , على الرغم من أن الخبراء التونسيين في وادي السيليكون غير معروفين بتوجهاتهم الإسلامية المتطرفة.

هذا المزيج من الحداثة التنكوقراطية و القيم المحافظة هي ما يميزهم, و إدارة ظهورهم للتعددية الحزبية و القانون سوف يؤدي إلى نفور مؤيدي الدستور الذين وقفوا معهم , في حين أنهم لا يملكون وسائل للسيطرة على السلطة. كما أنهم لا يملكون قوات عسكرية و ثروة نفطية لكي يتفوقوا على الآخرين: إن عليهم أن يتفاوضوا و أن يقدموا الخدمة. إن ناخبيهم يريدون الاستقرار و السلام, و ليس الثورة.

إنهم يبدءون الدخول في مشهد سياسي جديد: الديمقراطية ,على الرغم من أنها وليدة و هشة. إن الطريقة الوحيدة لكي يحافظوا على شرعيتهم تتم من خلال الانتخابات.  حتى لو أن ثقافتهم السياسية غير ديمقراطية في أصلها, إلا أنهم شكلوا أنفسهم وفقا للمشهد الديمقراطي, وفي ذلك تشابه كبير مع الكنسية الرومانية الكاثوليكية التي انتهى بها الأمر بالقبول بالمؤسسات الديمقراطية. و لكن الأمر سيستغرق وقتا.

و هناك تغيير آخر مهم, إذا عدنا إلى الحقبة الثورية في فترة السبعينات و الثمانينات, فإن الإخوان المسلمين لم يحتكروا الإسلام في المناخ العام. في الواقع, فإن الصحوة الدينية التي سادت المجتمعات العربية قادت إلى التنوع و الفردية في الحقل الديني. إن المؤسسات الدينية الرسمية كالأزهر فقدت مصداقيتها في الآونة الأخيرة و لكنها استعادت هذه  المصداقية الضائعة. شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب, تحدث بانفتاح لصالح الديمقراطية و فصل المؤسسات الدينية عن الدولة. و هناك الظاهرة الجديدة التي تتمثل في قرار السلفيين و هم المحافظون في المجتمع السني , بإنشاء أحزاب دينية. من ناحية فإنهم سوف يدفعون تجاه أجندة إسلامية, و سوف يحاولون منافسة الإخوان المسلمين على الإسلام, و لكن هذا الأمر سوف يدفع الإخوان إلى توضيح موقفهم و إيجاد طريقة لإبعاد أنفسهم عن الدعوة إلى فرض الشريعة.

من أجل القيام بذلك, فإن على الإخوان المسلمين تحويل القيم الإسلامية الصافية إلى قيم عالمية محافظة, مثل الحد من بيع و استهلاك الكحول بطريقة أكثر قربا من قوانين ولاية يوتاه منها إلى القوانين السعودية و العمل على نشر "قيم العائلة" عوضا عن فرض قواعد الشريعة على النساء.

في الأشهر القادمة, فإن القضية الساخنة في مصر بعيدا عن قضية المرأة, سوف تكون الحرية الدينية. ليس هناك في الأفق أن الكنيسة القبطية سوف يكون لديها حرية لممارسة شعائرها بصورة أقل – لقد كان هناك الكثير من القيود تحت حكم ما كان يطلق عليه العلمانية الديكتاتورية أيام حسني مبارك- و لكن في عملية تعريف الحرية الدينية فإن الأمر لا يتعلق بحرية الأقليات و لكن في حق الإنسان الفرد, و في فرض حق التحول من الإسلام إلى المسيحية.

إن القضية هي في مأسسة الديمقراطية, و ليس في الترويج للسياسات الليبرالية. إن الديمقراطية يمكن أن تترسخ فقط إذا اعتمدت على قيم مبنية بشكل جيد. إن الليبرالية لا تسبق الديمقراطية؛ إن الآباء المؤسسين لأمريكا لم يكونوا ليبراليين. و لكن ما أن تجذرت الديمقراطية في المؤسسات و الثقافة السياسية, فقد كان من الممكن الحديث عن الحرية و الرقابة و القيم الاجتماعية و حقوق الأفراد من خلال حرية التعبير و تغييرات الأغلبية  في البرلمان. على كل الأحوال, فلن يكون هناك مأسسة للديمقراطية من دون الإخوان المسلمين.


--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة    همس الغلا.
لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى
jarh5000@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة الكترونية الى
jarh5000-unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر , الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com.sa/group/jarh5000?hl=en
-----------------------
أثبت وجودك لا تقرأ وترحل شارك معنا ولو بأيميل واحد

لمن اراد التوقف عن استقبال ايميله من المجموعة
يرسل بريد الى الادارة jarh5000@hotmail.com
ويكتب يرجى التوقف عن ارسال رسائل البريد الإلكتروني من المجموعة.
وسيتم الغائه خلال 24 ساعة
--------------------------------
Who wants to stop receiving messages from the group
Send mail to Jarh5000@hotmail.com
.Please stop writing and sending e-mail messages from the group
Will be canceled within 24 hours

No comments:

Post a Comment