Friday, March 27, 2009

[jarh5000:3162] الجمعة27/03/2009

بسم الله الرحمان الرحيم

 

 

الأخبار: نشرية اختبارية تهتم بأخبار الوطن العربي سياسيا و اقتصاديا هدفنا نشر المعرفة إذ معرفة المشكل هي أول طريق الحل.

 

 

العناوين:

 

- رشيد شاهين:عندما سقطت بغداد كنت هناك، مشاهدات حية على جريمة احتلال العراق(6-7)

 -  المركز العام  لجماعة تعاون المسلمين نيجيريا :  رسالة طلب المشاركة والدعم

- جهاد جعارة: عريقات يسوي ازمة مبعدي ايطاليا

- اللجنة الاعلامية التابعة للمقاومة الشعبية لتحرير الاحواز: مدينة الفلاحیة رمز التحدی والمقاومة

- خالد الكريشي الــــــــــوهم الأصـــفر

- د. مصطفى يوسف اللداوي: في القاهرة أفخاخٌ منتظرة

- المحامي احمد النجداوي: تلوث المياه في الأردن... مسلسل لا ينتهي..؟!

- سميح خلف  ملفات حفظت ضد مجهول ....من القاتل ؟؟*

-احمد الفلو: في القاهرة , المصالحة فصائلية و غربان أوسلو تنعق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رشيد شاهين:عندما سقطت بغداد كنت هناك، مشاهدات حية على جريمة احتلال العراق(6-7)

 

 

    عندما كنت اسلك شارع حيفا كانت تعتريني الكثير من المشاعر المتناقضة،

 

لم يكن من السهل التمييز بين الشعور بالقلق او الرهبة وحتى الخوف احيانا وبين الشعور بالزهو لمناظر الشبان او "المجاهدين" كما يفضل العراقيين مناداتهم، وهم منتشرون في جنبات الشارع في حالة من الاستنفار والاستعداد عالية لمواجهة الغزاة وعصاباتهم، وانا شخصيا اعتبر ان الخوف او القلق شعور انساني مبرر وليس من العيب الشعور به، هذا القلق او الخوف ربما، الناجم عن ان الواحد منا قد يتعرض الى رصاصة طائشة من هنا او عبوة ناسفة تنفجر في اللحظة الخطأ وفي المكان الخطأ واقصد هنا اذا ما انفجرت لحظة مروري في ذالك المكان.

 

    لقد كانت رؤية الجثث وهي ملقاة في الشوارع البغدادية تزداد مع تقدم الوقت، ليس من السهل ان ترى الانسان وهو مجرد جثة ملقاة على قارعة الطريق، خاصة اذا ما رايت الكلاب الضالة تحوم حول تلك الجثث، حيث بالامكان عندئذ ان تدرك ان هذه الجثث سوف تنهش من قبل هذه الكلاب بعد حين.

 

    في شارع حيفا ايضا كنت اسير بالقرب من ساحة الطلائع وقد صعدت على جسر مدينة الطب، جسر مدينة الطب هذا يصل ما بين باب المعظم وشارع حيفا وفي نهايته باتجاه باب المعظم توجد وزراة الدفاع التي تم نهبها من قبل الرعاع ولم يتم اعادة استعمالها من قبل الجيش العراقي الجديد الا بعد حوالي عامين من الاحتلال، وفي الجهة المقابلة للوزارة توجد مدينة صدام الطبية وهي صرح طبي ضخم تم بناؤه في عهد صدام حسين.

 

    لاحظت خلال سيري على الجسر ان هنالك جثة ملقاة على الجهة الاخرى من الشارع- الجسر- وكانت السيارات لا تتوقف بل تستمر بالسير، الجثة كانت ممددة تقريبا في وسط الشارع، ولا تبعد عمليا عن مدينة الطب الا عشرات الامتار، الا ان احدا لم يجرؤ على الوقوف لابعادها او ازاحتها على جانب الطريق، وبعد ان مكثت اكثر من ساعتين في المكان الذي كنت اقصده عدت من نفس المكان وبرفقتي احد الاصدقاء، لقد فوجئت ان الجثة لا تزال في المكان، وعندما رغبت بالتوقف لازاحتها قال لي ان علي ان اواصل السير لانني اذا توقفت فان الجنود المتمترسين على اسطح الوزارة لن يترددوا في اطلاق النار علي، وهكذا اكملت طريقي وانا اشعر بقهر شديد.

    كنت مضطرا لان اسلك شارع حيفا بشكل شبه يومي لقضاء بعض الاعمال، وقد كان الشارع لا يخلو من حدث، فبينما كنت اسير فيه واذا بمجموعة من الشبان- المجاهدين- يستوقفونني ولكن بشكل مفاجئ، وعندما تحدثوا الي واكتشفوا انني عربي حيث تحدثت اليهم بلهجة عربية وليس عراقية، طلبوا مني النزول من السيارة، وعندما استفسرت عن السبب قالوا لي ان علي معاينة جثة كانت ملقاة على جانب الشارع قيل انها لشخص عربي.

 

    كان الوقت عصرا عندما وقع ذلك، لقد كشفوا لي عن وجه القتيل، كان يبدو انه قتل منذ فترة قصيرة، شاب في العشرينات من العمر قمحي اللون ذو شارب رفيع وملابس عادية لا تشير الى ما هو غير عادي. قلت لهم انني لا اعرفه، شكروني وسمحوا لي بالمغادرة، ما اثارني حول هذه الجثة انني وفي اليوم التالي وبينما كنت امر من نفس المكان وبعد اربع وعشرين ساعة لا تزال الجثة في عين المكان، برغم ان مدينة الطب لا تبعد اكثر من مئات قليلة من الامتار.

 

    هذا الواقع الذي يعيشه اهالي شارع حيفا هو في الحقيقة نموذج لما هي عليه بقية المناطق في بغداد برغم ان هذا الشارع قد تميز نسبيا عن بقية المناطق، والحديث عن احداث مشابهة لا يتوقف ولا ينتهي، ففي الاعظمية تدور احداث اكثر حدة واكثر دموية، وفي العامرية والغزالية وغيرهما تتشابه القصص وتتكرر السيناريوهات لاحداث اكثر غرابة.

 

تكتم على الخسائر

 

    كان من ضمن ما يلفت انتباهي وغيري من اهل بغداد من عرب وعراقيين هذا التكتم الاعلامي الشديد على العمليات اليومية التي تجري في بغداد، ان بامكان اي مقيم في بغداد وبالضرورة في بقية ارجاء العراق ان يسمع اصوات الانفجارات التي تقع بين الفينة والفينة في انحاء المدن المختلفة كما في العاصمة العراقية، الا ان ما يتم الاعلان عنه هو تلك الانفجارات التي تستطيع وسائل الاعلام الوصول اليها او سماعها ربما، فلقد كنا نسمع العديد من الانفجارات وخاصة تلك التي تقع اثناء ليل بغداد الحزين والمليء بالقصص المرعبة، الا ان هذه الانفجارات لا يتم الحديث عنها او ذكرها في وسائل الاعلام المختلفة.

 

    لقد صرت احاول ان اوثق بطريقتي الخاصة عدد الانفجارات التي نسمعها بشكل شبه ليلي، كما احاول توثيق ما اسمعه عن احداث او انفجارات او عمليات اغتيال وقتل، هذه الاحاديث التي يتناقلها الناس او الاصدقاء او الاقارب والجيران، وعندما اقول توثيق فانني لا اعني الطريقة التقليدية بالتوثيق، بل من خلال مقارنة عدد ما اسمع من انفجارات او عمليات او ما ينقل الي من الاصدقاء والمعارف الثقات وتلك التي يتم الحديث عنها في وسائل الاعلام المختلفة، وقد كنت الاحظ الفرق الشاسع فيما هو واقع على الارض وما يتم الاعلان عنه، ولا اعتقد ان ذلك الفرق بين هذا وذاك كان بمحض الصدفة او مجرد خطأ غير مقصود، لقد كان ما يحدث من تعتيم سياسة واضحة وممنهجة، ولا يمكن اعتبارها الا انها سياسة يقصد من خلالها  اخفاء الواقع الحقيقي لما هو جار على الارض.

 

    مع استمرار الوجود الاميريكي في العراق تزداد وتيرة المقاومة وبالتالي تزداد الخسائر الي يتم الحاقها بقوات الاحتلال، واستطيع القول انه واهم من يعتقد ان بامكان القوات الاميريكية هزيمة المقاومة العراقية، او ان تستطيع حكومة الدمى في بغداد ان تهزم المقاومة، لان هذه المقاومة تنبع من الام وجراحات العراقيين الذين لم يقبلوا ابدا بوجود هذه القوات، ولان العراقي بطبعه وفطرته ترعرع على الكبرياء والنخوة والشهامة، ان القوات الاميريكية لا تستطيع دخول شارع حيفا على سبيل المثال الا في المدرعات والدبابات والسيارات عالية التصفيح، ولم يحدث ان رايت اي من سيارات الهمر او الهمفي في شارع حيفا، وان حصل فلا بد ان تكون مصحوبة بعشرات المدرعات والدبابات، اي باختصار وببساطة اعادة احتلال. نعم لقد كان يتم اعادة احتلال  هذا الشارع بشكل اسبوعي تقريبا، والمقصود هنا ارسال عشرات الدبابات والمدرعات ومئات الجنود اليه بينما تحلق الطائرات المروحية وغير المروحية في اجواء المنطقة.

 

    اما اذا تم الحديث عن قوات للمشاة في هذا الشارع فلا بد ان تكون اعدادهم بالمئات، واستطيع هنا ان اؤكد انني عندما كنت اشاهد هؤلاء الجنود فانني في كل مرة كنت اراهم بالمئات برغم انهم قد يتجولون في مناطق اخرى من بغداد على شكل مجموعات قليلة، اما حكومة الدمى القابعة خلف اسوار ما يسمى بالمنطقة الخضراء، فان من الصعب ان لم يكن من المستحيل رؤية اي من دماها خارج تلك المنطقة، واذا ما حصلت بعض الاستثناءات فان ذلك يتم تحت حراسة مشددة لا يمكن وصفها.

 

اسوار وميليشيات تبحث عن انتصارات فارغة

 

    ان سيطرة القوات الاميريكية على العراق واحتلاله ومحاولات الترويج الاعلامي التي قامت بها ماكينة الاعلام الغربية الجبارة بقصد تشويه صورة الانسان العراقي، وانه يرحب بهذا الاحتلال، نجحت الى حد كبير في ذلك، وقد استطاع هذا الاعلام ان يرسم صورة قاتمة في نفوس وعقول الكثير من الناس ليس البسطاء منهم وحسب لا بل والمثقفين كذلك، وما يدفع على الحيرة والدهشة ان هؤلاء الناس وخاصة المثقفين منهم وقعوا في فخ هذه الدعاية واصبح الكل اسير نفس النغمة التي يتم ترديدها في الاعلام الغربي كما والاعلام المشبوه، ولم يحاول هؤلاء ان يتساءلوا عن اذا ما كان الشعب العراقي يتسم بذلك وانه اذا كان يرحب فعلا بالاحتلال اذن لماذا تتحول بغداد الى قلعة حصينة؟ فاينما تتلفت تجد الموانع الاسمنتية المسلحة وبارتفاعات تصل في كثير من الاحيان ان لم يكن في اغلبها الى ثمانية او ستة امتار.

 

    لقد اراد هؤلاء الافاقين ان يصوروا ان العراقيين لا علاقة لهم بالمقاومة، كما رغبوا ان ينزعوا عن شعب العراق العربي الأبي صفة الوطنية والانتماء، كما ارادوا ان يَسِموه بِسِمَة التخاذل وغير المقاوم وهذا ما لا يمكن قبوله. ليس ذلك فحسب، لا بل وارادوا ان يقولوا وما زالوا يزدادون اصراراً على ان ما يحدث في ارض الرافدين انما هو بفعل فاعل، وهم يؤكدون على ان هذا  الفاعل ليس عراقيا، وان من يفعل ذلك هم اولئك الذين اتوا من خلف الحدود، وعندما يتحدث هؤلاء عن العنف والارهاب والقتل فانما يقصدون المقاومة، في محاولة منهم للقول ان الانسان العراقي قد قبل بمصيره وبقدره وانه يرحب بهذا الاحتلال والامتهان والاستباحة للارض العراقية كما الكرامة والسيادة الوطنية وهو لا يرغب في مقاومة هذا لاحتلال.

 

    هذه المحاولات البائسة لتصوير العراقي على انه لا وطني وانه لا مقاوم، تدحضها العمليات الجريئة والجسورة كما المستمرة واللامنتهية التي يتم تنفيذها بشكل يومي، وعندما نتحدث هنا فانما نتحدث عن العمليات التي تستهدف القوات الغازية وعملاء الاحتلال، لان لا احد يمكن ان يقبل بكل هذا القتل غير المبرر للابرياء في الشوارع والاسواق، وان المحاولات اليائسة لتصوير ما يحدث بانه ياتي من وراء الحدود ثبت فشلها وعقمها، وذلك من خلال الارقام والاحصائيات التي يوردها هؤلاء الافاقين انفسهم، فقد قال احد المتحدثين الرسميين باسم حكومة الدمى انه من بين ما يقارب 500 معتقل تم اعتقالهم في احدى الحملات في بغداد تم اعتقال 8 من جنسيات عربية.

 

    ان الحديث عن الجنسيات العربية هو في واقع الامر حديث فيه الكثير من التضليل والخداع، فهنالك عشرات الالاف من العرب المقيمين في العراق، ومن بين هؤلاء هناك الالاف ممن  يقيمون في بغداد، وقد حصل في اكثر من واقعة ان من يتم اعتقاله ليس له علاقة لا بالارهاب ولا بالمقاومة، انهم اناس بسطاء يقيمون في العراق منذ ما يزيد على عقود ثلاثة، ومحاولات الزج بهم وانهم متورطون في ما يسميه الاحتلال ارهابا ثبت فشلها وعقمها، لان اغلبهم يتم الافراج عنهم بعد فترة قليلة اذا ما  وقع هؤلاء بيد قوات الاحتلال، وكثير ممن يتم اعتقالهم على ايدي القوات الحكومية تتم تصفيتهم ورميهم على قارعة الطريق.

 

    القضية الاخرى الهامة التي استفاد منها هؤلاء في بدايات الاحتلال واستثمروها بشكل جيد، هي محاولة الناس بشكل عام النأي بانفسهم عن النظام السابق بكل ما فيه سواء اجهزته الامنية او الحزبية، بحيث صار التنصل من كل ما يمت للنظام والحقبة السابقة هي السمة الغالبة، وصارت اي محاولة للدعوة للمقاومة تفسر على انها محاولة لدعم النظام السابق واستعادته الى السلطة، وهكذا استطاع هؤلاء ان ينشروا ثقافة تتسم بالتخويف والترهيب وهذا ما أخّر بشكل او بآخر انطلاقة اكثر قوة للمقاومة العراقية، اضف الى ذلك تخاذل المرجعيات الدينية وخاصة المرجعيات الدينية الشيعية المنحدرة من اصول فارسية او غير عربية عندما لم تدع الى قتال الغزاة. 

 

    لقد حول هؤلاء الغزاة المدينة الى قلعة حصينة، بحيث صارت الشوارع التي يمنع على الساكن في بغداد ان يسلكها اكثر بكثير من تلك التي يسمح له في استعمالها، وصار كل قوم وحزب من هؤلاء الذين قدموا من الخارج يقيم ما يشبه معزولته، مغتصبته او مستعمرته او ربما يمكن تسميتها "الغيتو" الخاص به، حيث يقيم مع المجموعات المخلصة له فيها. ويقوم هؤلاء بوضع الحواجز الاسمنتية حول كل زاوية وشارع قد يؤدي اليهم، ويُبقون على مدخل او مدخلين تكون محروسة بشكل يصعب اختراقه، هذه المداخل عليها عشرات من الحراس الذين لا يمكن ان يترددوا في القتل في اي لحظة من لحظات الشك.

 

    هذه "المغتصبات او الغيتوات" هي في حقيقة الامر عبارة عن قصور وفلل وممتلكات كبار القادة في النظام السابق، وقد اتى هؤلاء التابعين للاجنبي وسيطروا عليها بدون حسيب او رقيب، واقاموا حولها ما اقاموه من تحصينات دون اي رادع حيث لا قانون في البلد، وقد استفاد هؤلاء من حالة الفلتان وغياب سيادة الدولة، ليمارسوا كل الموبقات وكل الممنوعات، وهذا ليس بغريب على هؤلاء اذا ما وجدنا ان سيدهم الاميريكي والذي اتى بهم الى هذه البلاد كان قد سمح لنفسه بالسيطرة على منطقة واسعة من بغداد واطلق عليها اسم المنطقة الخضراء وهي في الحقيقة منطقة تمثل السيادة او جزء من السيادة العراقية، حيث تضم المجمع الرئاسي او احد المجمعات الرئاسية للنظام السابق واحتمى خلفها بجدران اسمنتية من كل الجهات حتى تلك التي تشرف على النهر برغم ان النهر يعتبر حاجزا طبيعيا.

 

    ليس هذا فقط، بل وزيادة في الحرص او في الحقيقة الخوف والهلع وللتأكد من مزيد من الحماية، فقد تم منع العراقيين اهل البلاد من سلوك الكثير من الطرق، وهذا ما جعل من بغداد بعد الاحتلال اكثر العواصم ازدحاما ربما في العالم، ولم يكتف الاحتلال بذلك، فقد تمت احاطة كل الجسور وخاصة تلك الجسور الواقعة على الطرق السريعة بشبك من الاسلاك خوفا من عمليات المقاومة الباسلة التي أرّقت ولا زالت ليل المحتل ومن تحالف معه من العراقيين وغير العراقيين.

 

    لقد تم حرمان العراقيين من الكثير من المناطق الجميلة التي كانوا يتمتعون بها على ضفاف النهر في بغداد، كما ضيقوا عليهم الخناق بحيث صارت قيادة السيارة في بغداد بعد ان كانت متعة للراغبين، صارت تشكل ضغطا نفسيا كبيرا على كل من يجد نفسه مضطرا للسفر بسيارته في شوارع بغداد، والحقيقة انه اذا كان الحديث في العهد السابق يدور عن مضايقات للناس اذا ما حصل لهم عطل او اضطروا للوقوف في بعض الشوارع لخلل ما، فان الامور الان هي اسوا بكثير مما كانت عليه سابقا.

26-3-2009

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 المركز العام  لجماعة تعاون المسلمين نيجيريا

 

رقم/0337

التأريخ 24/ ربيع الأول/1430 هـ                                                                      

 

 رسالة طلب المشاركة والدعم

إلى الإخوة والأخوات المهتمين بالقضية الفلسطينية                    حفظكم الله تعالى

 

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

      نفيدكم في جماعة تعاون المسلمين وبالتنسيق مع اللجنة التحضيرية للملتقى الوطني والإسلامي لنصرة فلسطين أنه تم اللقاء مع أغلبية قادة أكثر من 70 من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية والوطنية البارزة في نيجيريا، وتم اللقاء كذلك مع الإتحاديات للمنظمات والجمعيات الإسلامية في نيجيريا وذلك بشأن المشاركة في ملتقى نصرة فلسطين في رجب هذا العام، وتلقينا من الجميع قبولا كبيرا تصاحبه الحماسة الدينية والإنسانية، والكل وعدونا بالمشاركة،مما يبشرنا بالنجاح وتحقيق أبرز أهداف الملتقى وهو : تأسيس تيار أو تجمع شعبي قوي لنصرة القضية الفلسطينية في نيجيريا.

 

     وكما نفيدكم بأنه تم الموافقة مع حوالي عشرة من العلماء والمحاضرين للمشاركة في الملتقى وذلك من لبنان والأردن واليمن..

 

     وكما سيشارك في الملتقى عدد من مندوبي مؤسسة القدس الدولية والشبكة الدولية من أجل فلسطين وحركة التوحيد الإسلامي ورابطة الشباب من أجل القدس .......

      ولما أن الجهة الوحيدة التي تمول الملتقى وهي الجهة المنظمة للملتقى فهي '' جماعة تعاون المسلمين '' فهي بحاجة ماسة إلى دعمكم على ما يأتي:

 

-       مشاركتكم  في فعاليات الملتقى.

-       وكما نحتاج إلى دعمكم لنجاح الملتقى بدراسة المرفقات وإرسال ملاحظاتكم عليها.

-       تقديم المرفقات مع هذه الرسالة إلى المسؤولين عن تنظيم المؤتمرات والدورات ... ليقدموا لنا دعما ثقافيا وغيره مما سيساعدنا في تحقيق أهدافنا هذه المرة.

-       نشر خبر الملتقى عبر القنوات والمواقع والجرائد الصديقة ودعمنا بكل ما نحتاج اليه للنجاح.

 

 نرجو منكم قبول طلبنا والعمل عليه،مع دعائنا الله لكم أن يوافقكم على ذلك وأن يكتب ذلك في ميزان حسناتكم وجزاكم الله خيرا.

       والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   

داوود عمران ملاسا  أبو سيف الله ،

الرئيس العام لجماعة تعاون المسلمين في نيجيريا

ورئيس اللجنة النيجيرية للدفاع عن فلسطين

24 ربيع الأول،1430 هـ

 

جهاد جعارة: عريقات يسوي ازمة مبعدي ايطاليا

 

رام الله-فلسطين برس- نفى الناطق الإعلامي باسم مبعدي كنيسة المهد المبعد جهاد جعارة " ان يكون المبعدين المقيمين في ايطاليا قد غادروها بناءا على طلب من الحكومة بسبب عدم دفع نفقاتهم الخاصة .

وقال جعارة ان الدكتور صائب عريقات اتصل بالحكومة الايطالية وسوى الأمر وذلك بالسماح بإبقاء الوضع على ما هو عليه والالتزام بدفع أجور ونفقات المبعدين كما كان سابقا.

وكانت صحيفة ايطالية نشرت خبرا أمس حول تلقي المبعدين المقيمين في ايطاليا بضرورة مغادرتها في شهر نيسان القادم، بعد 7 سنوات من الإقامة بسبب نفاذ النقود.

والمبعدون في ايطاليا هم :محمد سعيد سالم 30 عاما ومتهم من قبل اسرائيل بالتورط والتخطيط لعمليات "فدائية"، وابراهيم سالم عبيات 48 عاما، يعتبره الموساد الاسرائيلي احد مسؤولي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس والتي تبنت اغلب العمليات "الفدائية" ما بين نهاية التسعنيات الى بداية عام 2000، على حد تعبيرهم، وخالد ابو نجمه 42 عاما، عضو جهاز المخابرات الفلسطيني تتهمه اسرائيل بأنه مزدوج الشخصية عضو في المخابرات وناشط في كتائب الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وشارك في العمليات "الفدائية" في الانتفاضة الثانية.

وكان د.صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير أكد انه والرئيس محمود عباس يتابعان القضية مع الرئاسة الايطالية ورئاسة الوزراء هناك، مشيرا أن المبعدين الثلاثة ابعدوا قصرا عن بلادهم، وكان الاتفاق الذي ابرم حينذاك أن يتم استضافتهم عاما واحدا فقط، ولكن لا يمكن لأحد اي كان ان يطردهم من ايطاليا والمطلوب هو العودة إلى فلسطين.

مدينة الفلاحیة . . .رمز التحدی والمقاومة البطولیة

 

مرة اخری وبعد فترة وجیزة من الاحداث البطولیة التی كانت قد حصلت قبل شهر ونیف هبت ریاح النضال ورفرفت رایات المقاومة الوطنية فی مدینة الاشاوس "الفلاحیة" الباسلة.

 

فقد تمکنت مجموعة من المقاومين الغيارى من تکبيد المحتل الفارسی وأزلامه خسائر فادحة . وقد توجهت طلقات رشاشات المقاومة فی هذه المرة وفی توقیت منسق مساء یوم الخمیس الماضی المصادف: 19/3/2009م مستهدفة بدقة مراکز حکومیة عدة منها:القائم مقامیة ـ الاستخبارا (ستاد خبری) ومخافر الحرس الثوری.

 

وکانت حصیلة هذه العملیة البطولیة اسقاط ثلاثة جرحی من صفوف العدو وقتیل واحد حیث تم اصطياد الضابط الفارسي المجرم "بهروز تقوی"،الذي كان هدف المقاومين فاردوه قتیلاً.

 

هذا وتشهد الآن مدینة الفلاحیة تصعیداً للحالة الامنیة ومنع للتجوال فی مساء كل يوم من قبل سلطات الاحتلال الفارسی.

 

اللجنة الاعلامیة التابعة

للمقاومة الشعبیة لتحریر الاحواز

القیادة المیدانیة فی اقلیم عربستان

26 – 3 – 2009

 

 

 

الــــــــــوهم الأصـــفر

بقلم خالد الكريشي

 

أثبتت بعض ردود الفعل الإنفعالية والهستيرية أحيانا على بعض البرامج التلفزية الأخيرة ومن ثمة على بيان الهيئة الوطنية للمحامين بوصفها الممثل والمعبر عن عموم المحامين والمؤرخ في 17 مارس 2009 أن المشهد الإعلامي بأضلعه الثلاث المكتوب والمرئي والمسموع في القطر مشهد متخلف وهذا التخلف منبعه أولا تبعية وسائل الإعلام للسلطة الحاكمة وهذا بشهادة أهل الإختصاص ورواد الصحافة أنفسهم ويكفي مراجعة التقرير الأخير لنقابة الصحافيين التونسيين والتقارير المتعددة للجنة حماية الصحافيين ومنظمة مراسلون بلا حدود وغيرها من المنظمات  الدولية ،ومنبعه ثانيا حجم الوهم الذي يعيشه البعض وقد بهرهم الضوء الأصفر المنبعث من بعض كاميرات التلفزيون الحكومي وإختلطت عليهم ألوان الحبر، فتصوروا أن ما تقطر به بعض الأقلام الصفراء  وما تناولته مؤخرا بعض كاميرات البرامج التلفزية يندرج في إطار حرية الصحافة ويكفي مراجعة حجم الشكايات الجزائية المرفوعة ضد بعض رؤساء تحرير الصحف الصفراء وهذا ثابت كذلك من خلال بيانات نقابة الصحافيين التونسيين الصادرة في شأنهم وإلتجاءها لسحب البطاقات المهنية منهم ...

وفي هذا الجو المتعفن لا يمكن الحديث عن صحافة مستقلة تتمتع بالحرية الكاملة فإستثناء ثلاثة صحف تابعة لأحزاب معارضة وهي محرومة من التمويل العمومي جزاءا لها لعدم سيرها في فلك السلطة  فإن بقية وسائل الإعلام خاصة المكتوبة تدور في فلك النظام القائم إما مدا أو جزرا لا هم لها سوى التطبيل لإنجازات وهمية وتبرير فشله في جميع الميادين ...وهي نفسها تعتمد أسلوب الصحافة الصفراء القائمة على التشهير والفضائح دون الإستناد إلى حقائق موضوعية وأدلة دامغة .

ثم أن من يتحدث ويتشدق بدولة القانون والمؤسسات هو أول من يخرقها عبر هذه البرامج التهريجية والفضائحية والتشهيرية من خلال ما تبثه مؤخرا على قناة تونس سبعة الحكومية (وضع سطرين تحت حكومية ) وإذا كان يوجد حقا بالقطر مؤسسة تسمى القضاء فإنه لا يجوز قانونا البتة إثارة ملف قضائي مازال منظورا لدى القضاء وإلا يصبح ذلك من باب التأثير على أحكام القضاء التي ستصدر وهذا معمول به في جميع قوانين العالم ،ففي القطر المصري مثلا أصدر القضاء حكما يمنع وسائل الإعلام من نشر أي خبر أو تناول ملف قضية مقتل المطربة سوزان تميم والمتورط فيها القيادي بالحزب الحاكم هناك هشام مصطفى ولم نسمع من الإعلاميين أن هذا الحكم يشكل إعتداءا على حرية الصحافة..

وبما أن العمل الصحفي مسؤولية وإلتزام بالقوانين الجاري بها العمل فإن القانون يمنع إفشاء سر ملف تأديبي مازال على أنظار مجلس التأديب ويسلط جزاء ذلك عقوبات جزائية وما تم في إحدى الملفات التلفزية هو إفشاء سر ملف تأديبي لأحد المحامين وفي ذلك مخالفة لقانون المحاماة خصوصا وللقانون عموما ..

كما أن القانون حدد العقوبات التي تسلط على المحامي المخالف من قبيل التوبيخ والإنذار والتشطيب النهائي إضافة إلى عقوبات جزائية ولم يحدد البتة عقوبة إسمها "التشهير " فلا عقوبة إلا بمقتضى نص قانوني سابق الوضع والذّي تم في إحدى الملفات هو تسليط عقوبة التشهير على أحد المحامين قبل أن تثبت حتى إدانته قضائيا أو من مجلس تأديب المحامين.

  ثم لماذا لم تثر هذه الملفات التلفزية قضية توزيع قضايا المؤسسات العمومية على المحامين التجمعين فقط دون سواهم ...ولماذا لم تثر هذه البرامج قضايا حرية الصحافة والعراقيل القانونية التي أمامها وقضايا الحريات وحقوق الإنسان داخل القطر والمساجين السياسيين والتوزيع غير العادل للثروة ..وقضية تغلل الصهاينة في المجتمع التونسي دون أن نسمع كلمة واحدة معارضة من بعض هؤلاء الإعلاميين وهي قضايا عامة تهم شعبنا ويتم تناولها دون سب أو تشهير وتجعل من المواطن العادي يهتم بالشأن العام لا أن تتحول مشكلة عاطفية بين شاب وفتاة أو إشكال عائلي بين طرفين أو مشكل مهني بين محامي وحريفته مازال من أنظار القضاء ومجلس تأديب المحامين إلى قضية رأي عام وعوضا أن نجعل المواطن العادي يهتم بالمشاكل العامة إنقلبت الصورة بفضل الإعلام الأصفر وصارت القضايا الشخصية قضايا عامة!!!.   

حقا أننا نعيش حالة من الوهم  المزدوج ،وهم أصفر منبعه صحافة صفراء تقوم على القدح والذم. و تفتقر إلى الصدقية، والدقة، وتميل إلى التهويش والتهويل والمبالغة، وتعتمد على الإشاعات أو الإخبار الكاذبة أو المحرفة أو المصنوعة ! وهي  تسعى اليوم إلى إيجاد موطئ قدم لها في الوسائل المرئية والمسموعة بعد أن ضمنته في الصحافة المكتوبة ووهم وردي صادق بتصور البعض أن ما تقدمه هذه الصحافة الصفراء المخالف لأخلاقيات مهنة الصحافة وللقانون هو فعلا صحافة حرة مستقلة تلبية لرغبات صادقة تتأجج داخلهم في أن يكون لنا صحافة حرة ومستقلة  فعلا تكرس سلطة رابعة حقيقية وهو مطمحنا ونبراسنا جميعا ،لا أن تعوض لنا السلطة المشهد الإعلامي المغلق الآحادي في القطر بمشهد إعلامي أصفر ينطلي على البعض ويجعلهم يعيشون وهما كاذبا أصفرا، ونكون بذلك كمن يستعين بالرمضاء على النار وكأن الإعلام الأصفرضريبة الإعلام الحر المستقل والتعددي يجب أن يدفعها شعبنا الذي هو جدير فعلا بمشهد إعلامي حر تعددي مستقل ومسؤول فلا إعلام منغلق أحادي ولا إعلام أصفر .

(صحيفة مواطنون التونسية العدد 98 بتاريخ 25 مارس 2009 )

 

في القاهرة أفخاخٌ منتظرة

د. مصطفى يوسف اللداوي

أيامٌ قليلة وتنعقد القمة العربية الحادية والعشرين في الدوحة ، ولكن اتفاق المصالحة الفلسطيني لن يزف في الدوحة ، ولن يعلن ويبارك في قمتها ، كما لن يشارك قادة الفصائل الفلسطينية كما كان متوقعاً فيها ، ضمن الوفد الرسمي الفلسطيني ، حيث كان من المتوقع أن تشهد القاهرة هذا الأسبوع حفل التوقيع الرسمي بين الفرقاء الفلسطينيين ، وقد تسربت أخبار عديدة عن الشخصيات الرسمية التي كانت تنوي المشاركة في حفل التوقيع ، لتكون شاهدةً علية وضامنةً له ، ولكن الحال تبدل ، والتوقعات خابت ، والمواعيد سقطت ، وعاد الوزير عمر سليمان من واشنطن ليعلن انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات ، وقد بدا على وجهه أمارات الخيبة الأمريكية ، التي رفضت الحلول الوسطية التي توصلت إليها القاهرة مع الأطراف الفلسطينية ، وحملته شروطها القديمة ، التي ترفض دونها الاعتراف بأي حكومةٍ فلسطينية ، وهي ذات الشروط القديمة التي حاولت فرضها على الحكومتين الفلسطينيتين العاشرة والحادية عشرة ، ولكنها فشلت في ذلك ، فأقدمت على معاقبة الشعب الفلسطيني كله ، فسمحت لإسرائيل بفرضِ حصارٍ مطبق على قطاع غزة ، وأطلقت العنان لجيشها يجوس تخريباً خلال الضفة الغربية وقطاع غزة ، فيقتل ويدمر ويخرب ، وطالبت مصر بأن تحكم إغلاق معبر رفح ، فلا تسمح بدخول وخروج أي فلسطيني حتى ضمن أضيق الظروف الإنسانية ، وأمرت البنوك والمؤسسات المالية بمنع أي تحويلاتٍ مالية إلى الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة ، وانتظرت نتيجة هذه السياسات العقابية ، ولما فشلت ولم تنجح ، أعطت الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية لقيام بحملةٍ عسكرية عدوانية ضد حركة حماس والحكومة الفلسطينية في قطاع غزة ، ولكن العدوان العسكري الإسرائيلي الواسع لم ينجح في تحقيق أهدافه المنشودة ، بل عزز الصمود الفلسطيني دور المقاومة ، وأكد على أهميتها ، وضاعف من عدد المواطنين الفلسطينيين المؤمنين بها ، والمتمسكين بها ، وأضعف كثيراً الجانب الفلسطيني المفاوض ، وعرَّى الكثير من مواقفه وفضحها ، فانفض عددٌ كبير من الملتفين والمؤمنين بنهج المفاوضات عنهم ، ليعزز دور المقاومة وأهميتها ، ولما لم تنجح كل تلك المحاولات الدولية في ثني المقاومة وحركة حماس والحكومة الفلسطينية عن مواقفها ، لجأت مصر بموافقة ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى رعاية الحوار الداخلي الفلسطيني ، فجمعت لفيفاً كبيراً وطيفاً واسعاً من الأطراف والفصائل الفلسطينية ، ووضعت بالتوافق مع رام الله بين أيدي المفاوضين مقترحاً مصرياً ليكون خارطة طريق الحوار ، وفيه الشروط الدولية ، والمواصفات الإسرائيلية وأحلام السلطة الفلسطينية في رام الله .

ومع أن الفلسطينيين وغيرهم قد راهنوا كثيراً على نجاح الحوار الفلسطيني ، وتوقعوا أن القمة العربية ستشهد مباركة المصالحة الفلسطينية ، وسيمثل فلسطين فيها وفدٌ وحدوي ، يمثل غزة ورام الله معاً ، بما تعنيان من طيفٍ سياسي ، ولكن الحقيقة غائبة عن كثيرٍ من المراقبين والمهتمين ، إذ أن الملفات الرئيسة لم يتم الاتفاق عليها ، كما لم يتم حل العقبات التقليدية المعروفة ، وقد بدا واضحاً من خلال جلسات الحوار المطولة أن المطلوب بدقةٍ في كل ملف هو شطب حركة حماس ، وإبعادها عن الحياة السياسية الفلسطينية ، وإن بدا للمراقبين غير ذلك ، ولكن الحقيقة التي يجب أن يعلمها الغيورون هو أن الغاية المقصودة وراء كل خلاف إقصاء حماس ، والنيل من فعاليتها ونشاطها وحضورها وتأثيرها ، وتدرك حماس أن ما ينتظرها في القاهرة إنما هي أفخاخٌ حقيقية ، ومحاولاتٌ محمومة لإضعافها وإخراجها من اللعبة السياسية ، وأن عليها أن تقبل وترضى بالشروط المطروحة على الطاولة وإلا فإن الشطب والإلغاء هو البديل المرتقب ، بل البديل الأنسب ، ولأجل هذا تعمل كل القوى والأطراف المختلفة .

وبالعودة إلى ملفات الخلاف بين فتح وحماس نجد أنها أربعة ، وهي الحكومة الفلسطينية ، حيث تريد رام الله ومعها القاهرة من حركة حماس أن تقبل بحكومةً فلسطينية تتبنى برنامج أوسلو السياسي ، وتعترف بكافة الاتفاقيات الموقعة بينها وبين إسرائيل ، وتقبل بمحددات وشروط الرباعية الدولية ، وهذا يعني شطباً للمقاومة ، وتجريماً للمقاومين ، وإخراجاً لسلاح المقاومة عن الشرعية ، كما يريد فريق رام الله أن يكون رئيس الحكومة الفلسطينية القادم من رام الله ، وأن تكون مدينة رام الله ، بما أنها العاصمة السياسية للسلطة الفلسطينية ، مقراً لرئاسة الحكومة الفلسطينية ، وهذا يعني شطباً كاملاً لغزة ، وإقصاءاً لها عن الحياة السياسية ، فلا يعود لها الدور الكبير في رسم السياسات الفلسطينية ، وبذا تتخلص الحكومة الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية من تأثير حركة حماس الواسع في قطاع غزة ، ولا يعود رئيس الحكومة مرتبطاً أو ملتزماً بسياسات حركة حماس الواسعة الانتشار والقوية التأثير في قطاع غزة ، وتكون غزة مدينة فلسطينية نائية ، تترقب المساعدات ، وتنتظر مشاريع الإنماء ، وتفرح وتبش إذا زارها مسؤول ، أو تفضل عليها ضيفٌ بالزيارة .

كما تدرك حماس في ثاني الملفات الخلافية أن رام الله تريد من الملف الأمني أن يكون مقتصراً على غزة دون رام الله ، وأن المطلوب هو تفكيك الأجهزة الأمنية التي بنتها الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة ، والعودة إلى المؤسسات الأمنية السابقة ، التي كانت تعمل في غزة والضفة الغربية قبل الرابع عشر من يونيو / حزيران 2007 ، وهذا يعني إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية وفق ذات الفلسفة والعقيدة التي كانت سائدة ، والتي تعني ارتباطاً وتنسيقاً مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ، وتطبيقاً للأجندة الأمريكية التي هي نصائح وإرشادات أمنية إسرائيلية بلسانٍ أمريكي ، ومصادرةً لسلاح المقاومة ، وتجريماً للمقاومين واعتقالاً لهم ، وعودةً لبعض الرموز الأمنية التي أساءت كثيراً إلى حركة حماس خاصة والشعب الفلسطيني عامة ، وأحالت الحياة الفلسطينية إلى أجواء بوليسية ، تعتقل وتعذب وتقتل وترهب وترعب ، وفي ذات الوقت تدرك حماس أن المطلوب منها مباركة الأجهزة الأمنية الفلسطينية العاملة في الضفة الغربية ، التي تمارس الدور البوليسي بجدارة ، فتعتقل المقاومين ، وتطارد المطلوبين ، وتصادر السلاح ، وتكمم الأفواه ، وتغلق المؤسسات ، وتصادر الأموال ، وتضيق على كل المنتسبين إلى الحركة تنظيماً أو ولاءاً .

وأما الملف الثالث الذي تتحسس منه حركة حماس ، وتدرك أن الأفخاخ فيه كثيرة وخطيرة ، فهو ملف الانتخابات ، حيث أن المطلوب هو التخلي التام عن نظام الدوائر ، والاكتفاء بالنظام النسبي ، لأن نظام الدوائر يخضع إلى عملية دقيقة من المفاضلة الشخصية ، والانتقاء المسلكي ، وأن المواطن الفلسطيني سيعطي بالضرورة صوته إلى من يعتقد أنهم الأكفأ والأنقى ، والأبعد عن التجاوزات المالية والأخلاقية والمسلكية ، والأنقى والأوضح سياسةً ، مما يعني أن نتائج الانتخابات ستكون بالضرورة لصالح مرشحي حركة حماس ، الذين أثبتوا مصداقية وشفافية عالية ، وأنهم أقرب إلى شعبهم وأهلهم ، وأصدق في نصحهم وإرشادهم من كثيرٍ ممن لا يعيشون هموم الشعب الفلسطيني وآلامه ، ولأن رام الله تدرك هذه الحقيقة فهي تتمسك بنظام النسبية ، وتعرف أنها لو خاضت أمام حركة حماس الانتخابات المباشرة وفق نظام الدوائر فإنها ستخسر وستفقد المزيد من المقاعد التي تشغلها اليوم في المجلس التشريعي ، فضلاً عن أنها تسيطر بالرعب والأمن سيطرةً تامة على الضفة الغربية ، الأمر الذي سيدفع المواطنين في الضفة الغربية إلى الخوف والتحسب من اختيار حركة حماس ، وكأن المطلوب الاتفاق على نظامٍ انتخابي يبعد حركة حماس ، ويقلل من فرص نجاحها أو سيطرتها على المجلس التشريعي القادم .

أما الخلاف الرابع فهو على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ، فرام الله والقاهرة لا يريدان أبداً إعادة بناء المنظمة بما يعني سيطرة حركة حماس عليها ، وإخضاعها لنهجها وخطها السياسي ، ولكنهما يريدان من حماس أن تقبل ابتداءاً بكل الاتفاقيات التي وقعتها م.ت.ف ، وأن تلتزم بها وبنتائجها ، والتي تعني اعترافاً بإسرائيل ، وتنازلاً عن جزءٍ كبير من الأرض والحقوق الفلسطينية ، والتراجع عن الكثير من المواقف والرؤى السياسية القائمة على المقاومة وخيارات القوة ، ليسمح لها بعد ذلك بدخول منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة إعادة التفعيل وليس إعادة البناء ، أما أن يكون لها دور ورأي وأثر في سياسات المنظمة فهو أمرٌ مرفوض فلسطينياً وإسرائيلياً ودولياً وربما عربياً .

أمام هذه الملفات الخلافية الأربعة فإن المطلوب ليس حلها ولا تذليلها ، وإنما العمل على إقصاء حركة حماس عن كلٍ منها ، فما ينتظر حركة حماس في القاهرة إنما هي أفخاخٌ سياسية حقيقية ، وعليها أن تقبل بنفسها وبرضاها الوقوع في هذه الأفخاخ ، وأن تتخلى عن حقها الدستوري في تسمية رئيس الحكومة وتشكيلها ، وأن تقبل بتحويل قطاع غزة إلى منطقة فلسطينية نائية ، وأن تقبل بنظامٍ انتخابي يحرمها من حقها في الفوز وتحقيق الأغلبية ، وعليها أخيراً أن تدخل ضمن مؤسسات م.ت.ف وهي على حالها المترهل المتردي ، دون إصلاحٍ بنيوي أو وظيفي ، ودون تغييراتٍ سياسية أو قيادية .

ولهذا ... ألا يحق لحركة حماس أن تتحسب وأن تتخوف من النوايا الفلسطينية والمصرية أحياناً ، ألا يحق لها أن تطلب من القاهرة أن تمهلها بعض الوقت للتشاور قبل أن تقول كلمتها ، ألا يحق لحركة حماس أن ترفض الوحدة القائمة على التفريط والتنازل ، وأن تتمسك بالوحدة القائمة على خيار المقاومة والتمسك بالحقوق ، ألا يحق لحركة حماس أن تطلب من القاهرة أن تكون جولة الحوار القادمة فقط بين حركتي فتح وحماس ، بعد أن رأت أن جمهرةً كبيرة من الوافدين إلى القاهرة إنما جاؤوا ليمارسوا ضغطاً عليها ، وليوهموا الشعب الفلسطيني والأمة العربية أن الإجماع الفلسطيني قائم ، إلا أن حركة حماس ترفضه وتعارضه ، ولكن حركة حماس التي نجحت في الانتخابات التشريعية ، ونجحت في إدارة الحياة المدنية ، ومن قبل نجحت ومازالت في ريادة وقيادة العمل المقاوم ، تدرك كل تلك المخاوف ، وتدرك أن من حقها القفز على الأفخاخ وتجاوزها ، وأن التاريخ والشعب لن يغفرا لها خضوعها وقبولها وتفريطها ، لذا فهي تتمسك بثوابتها ، وترفض الخضوع والانجرار إليها بخديعةٍ أو بنصيحة ، بترغيبٍ أو ترهيب ، وهي التي باتت تؤمن اليوم بأن زمن انتصار المقاومة قد آن ، وزمن هزيمة العدو قد حل .

 

بيروت في 26/3/2009

 

 

تلوث المياه في الأردن... مسلسل لا ينتهي..؟!

 

بقلم المحامي احمد النجداوي

 

شهد الأردن خلال الأسابيع الماضية حصول فصل جديد وخطير من مسلسل تلوث المياه المتدفقة من مصادرها الطبيعية في نهر اليرموك لتمر عبر مسالك وأنفاق وخزانات حددها من حيث المواقع والمسارات اتفاق مع الكيان الصهيوني جرى التسرع في إبرامه بعيداً عن الشفافية وطرحها للاطلاع والمناقشة الشعبية رغم أن موضوع المياه يكاد يكون أن لم يكن مسألة حياة أو موت بالنسبة للمواطن الأردني لتعلقه بالحاجات الأكثر إلحاحا في بلدنا المصنف دولياً على انه أفقر البلدان مائياً؛ ولان هذا الموضوع أي الموضوع المائي في المنطقة كان وسيبقى ذو اتصال مباشر بخرائط المنطقة

منذ الإعداد والشروع بتنفيذ وعد بلفور المشؤوم فقد كان واضحاً في أذهان عتاة المخططين من المؤسسين الصهاينة وداعميهم من قادة الانتداب ودول الغرب الاستعمارية ومن تواطأ معهم من دول في المنطقة أهمية سيطرة الكيان المقترح على مصادر المياه الرئيسية، وعلى أساس تلك الرؤى تم رسم الخرائط والتقسيمات والمشاريع التي تكفل وقبل كل شيء أول ما تكفل تأمين حاجات الكيان من مستلزمات المياه والكهرباء ونهر الليطاني وبحيرة الحوله وطبريا والبحر الميت والأحواض المائية في جنوب الأردن ومشروع كهرباء روتنبرغ مما ترتب على ذلك بعد إقامة الكيان كثيراً من

المشاكل والحروب التي لم تكن مسألة المياه بعيدة عنها؛ ومن الواضح أن تلك المسائل سوف تزداد تعقيداً في السنوات القادمة إذا ما جرى تنفيذ مشروع ناقل مياه البحرين.

 

ولان الموضوع الساخن الماثل الآن هو التلوث الذي نحن بصدده وهو لم يكن أول ولن يكون آخر تلوث يقع على مصادر المياه المنحدرة إلى الأردن باتجاه محطة التنقية في (زي) التي تزود مناطق واسعة من غرب العاصمة عمان بمياه الشرب حيث ما زال ماثلاً في الذاكرة الشعبية الأردنية التلوث السابق الذي حصل قبل اقل من عقد من الزمن فتسابق المسؤولون والوزراء على مدى طويل لنفيه حتى أن احدهم وفي مؤتمر صحفي أمام أجهزة الإعلام شرب كوباً من الماء على طاولته ليدلل على أن ليس هناك تلوث في مصدر ذلك الماء ولم يمضِ وقت طويل حتى اضطر ذلك المسؤول للاستقالة بعد أيام

عندما ثبت عكس ادعائه.

 

ويجيء الفصل الأخير عندما اشتم المواطنين روائح كريهة وشاهدوا بالعين المجردة ظواهر التلوث مما لفت انتباه نقابة المهندسين التي صرحت مصادرها في حينه [ أن تلويث مياه نهر اليرموك المغذية لقناة الملك عبد الله من قبل الكيان الصهيوني الحق ضرراً بمياه الأردن لا يجب السكوت عليه ...] وطالب مصدر نقابي الحكومة باتخاذ الإجراءات لوقف الجريمة الإسرائيلية بحق الأردن ومياهه ... كان هذا قد جرى الإعلان عنه بعد ثمانية ايام على التوالي بعد ظهور التلوث للعيان وما زالت تتدفق المياه في حينها من أحواض الصرف الصحي قرب مخفر الشق البارد؛ فيما اصدر وزير

الزراعة تصريحاً لوكالة الأنباء الأردنية يوم 18/3/2009 يقول فيه:-

 

[ أن مياه نهر اليرموك صالح وان نتائج الفحوصات التي أجريت مساء أمس .... أثبتت سلامتها ]

 

وجاء تصريح الوزير آنذاك بعد نصف ساعة من بث وكالة (بترا) خبراً لمصدر في وزارة المياه أكد فيه وجود التلوث....

 

وقد حاولت الجهات الرسمية تعليل التناقض الواقع في تلك التصريحات عند البداية بأن العينات التي جرى اختبارها كانت أخذت من قناة الملك عبد الله وليس نهر الأردن وان نفق العدسية قد أغلق بسبب التلوث...!! وكأن المطلوب من كل مواطن أردني أن يحمل باستمرار مخططات للانفاق والقنوات والأحواض قبل أن يذهب إلى حنفية الماء لإرواء عطشه...!؟ وإمعانا في الاستهتار أشار مصدر حكومي في حينه إلى أن كميات المياه الملوثة ضئيلة تذوب مع المياه الصالحة ولا تؤثر على المواصفات..!!

 

ولكن حجم القضية اخذ يتكشف أكثر وأكثر عندما اقر أمين عام سلطة وادي الأردن يوم 21/3/2009 إثر زيارة ميدانية من قبل بعض النواب بأن ثلاثة من أصل خمسة من أجهزة المراقبة والتحكم في نقاء المياه المسالة في القناة كانت معطلة ومنها جهاز تحكم ليس له شبيه في الشرق الأوسط... وأضاف أمين عام سلطة وادي الأردن قائلاً:-

 

[ نجحنا في معالجة تلوث مياه القناة وتركيب أجهزة إضافية للإنذار المبكر... ]

 

ولم يطل الأمر كثيراً حتى كشفت مصادر رسمية مطلعة في وزارة المياه يوم 23/3/2009 تفاصيل جديدة عن تلوث مياه اليرموك بأن أجهزة الرقابة والتحكم الخمسة التابعة لسلطة وادي الأردن معطلة منذ عام 2000 وأنها خارج الخدمة... فيما جاء في تقرير لجنة نيابية زارت الموقع:-

 

[ ... إن النواب الحضور اجمعوا على وجود تقصير واضح من قبل سلطة وادي الأردن من خلال عدم الاستجابة بالسرعة المطلوبة.. ولم تبادر السلطة لزيارة مصدر المياه الملوثة ]

 

بعد كل ما جرى ويجري ويتفاعل وما تحمله أقوال المسؤولين على ألسنتهم أنفسهم من يوم لآخر فإن من الواضح أن هناك تقصيراً وربما استهتاراً بشأن حياتي هام هو مياه الشرب والصحة العامة وقد أحسن النواب الذين زاروا الموقع ميدانياً في كشفهم الحقائق في ذلك حتى لا يبقى المواطنون في حيرة من أمرهم من يصدقون أو يكذبون من المسؤولين في سلطة وادي الأردن أو في وزارة المياه حيث الجميع كانوا يتخبطون ويتناقضون وراء مكاتبهم أو في لقاءاتهم الصحفية دون أن يستطيعوا إعطاء صورة حقيقية صادقة ومقنعة للنواب الزائرين أو لرجال الإعلام والمواطنين.

 

ويطيب لبعض أولئك المسؤولين في محاولاتهم اليائسة نفي المسؤولية عن أنفسهم بالقول [ أن الجانب الإسرائيلي لم يبلغ الأردن عن تلوث المياه... وان معاهدة السلام تلزم الطرفين بمراقبة وحماية المياه المشتركة...]

 

ثم جرى الانتقال إلى محاولات تسويق المزاعم الصهيونية الإعلامية الأخيرة عندما تفتق ذهنهم آخر المطاف للبحث عن الأسباب والمسببات في أن مصدر الخلل ربما يكون من فعل الروافد في الجانب السوري حيث تصور البعض أن (الحيط السوري واطي)هدياً على قصة الاغتيالات في لبنان أو ربما بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخراً لنفي مسؤولية الكيان هي محاولات غير مقبولة وقد جاءت متأخرة وتتنافى مع كافة الأسس والمقومات الثابتة.

 

لكن يبقى ثابتاً في وعي المواطن الأردني غير ذلك وان تلك المحاولات تدخل في باب التنصل من هذه المسؤولية الخطيرة وهي ربما [ عذر أقبح من ذنب ] إذ لا يصح بكل المقاييس والاعتبارات الركون الى حسن نوايا العدو أو إلى صدق التزامه بالمصالح الحيوية والحياتية لشعبنا أو أن المسؤولين في ذلك الكيان العدو حريصون على الالتزام بشروط ما يسمى باتفاقيات السلام للاهتمام بالأخبار عن أي تلوث في حصص الأردن من المياه أو بنظافة البيئة أكثر من حرص المسؤولين الأردنيين؛ وان قول هؤلاء كذلك بتعويض العدو للأردن عن مياه يقال انه خسرها نتيجة فتح مهرب للمياه

الملوثة هي محاولات غير مقبولة في معرض التبرير خاصة بعد أن وقعت الفأس بالرأس، وسيبقى المواطنون الأردنيون ينتظرون بفارغ الصبر نتائج تحقيقات اللجنة النيابية التي شكلها المكتب الدائم لمجلس النواب رغم ما نشر عن وجود خلافات داخل تلك اللجنة اضطرت تدخل رئيس مجلس النواب المهندس عبد الهادي المجالي لبحث تداعياتها وتخلف البعض عن حضور اجتماعاتها رغم الأهمية القصوى التي تفرض على نواب الشعب التجاوز عن تلك الخلافات والاستقالات من اجل كشف المستور والعمل بمزيد من الشفافية والوضوح في مثل هذه القضايا الحساسة والهامة.

 

وبالمحصلة النهائية ومهما كانت المزاعم والتحقيقات في هذا الجانب أو في غيره فإن جريمة إنسانية وبيئية قد وقعت وان الوطن والمواطن الأردني هو الذي دفع ويدفع الثمن كما حصل في الماضي ولا نعتقد انه لن يتكرر في المستقبل ما دامت عناصر عدم الشعور بالمسؤولية قائمة والخلود إلى النوم على حرير حسن نوايا العدو أو الركون إليها سائدة في أوساط المسؤولين حيث يلقي كل فريق المسؤولية على الآخر والنتيجة بحسب قول الشاعر العربي [ إن دام هذا الأمر يا مسعود/ لا ناقة تبقى ولا قعود ] كما تبقى أيضا المسؤولية الأساس واقعةً على كاهل الحكومة ورئيس الوزراء في

التصدي لوضع حد لكل تلك التخبطات ومن ثم تحديد المسؤولية بما عرف عن الرئيس من مبادرات واهتمام بأمثال هذه القضايا التي باتت تؤرق الجميع.

 

26/3/2009

 

            ملفات حفظت ضد مجهول ....من القاتل ؟؟*

 

* *

 

*من هو المجهول الذي يعبث في شؤون حركة فتح وهي كثيرة ، من المسؤول ومن هي الجهة المسؤولة عن تصفيات تمت بحق كوادر وقيادات ميدانية لحركة فتح ؟؟؟!!، لا اريد هنا أن أدخل في التصفيات القاسية التي نالت أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وقياداتها التاريخية فجميعها قيدت ضد مجهول أو وضع المنشيت العريض بأن من قام وراء تلك التصفيات هو العدو الصهيوني ، ما أسهل أن نقول أن العدو الصهيوني قد استهدف قياداتنا دون البحث عن المعلومات الأولية التي صنعت قرار التصفية سواء كانت بأيدي صهيونية أو أيدي تلبس القفازات أو وجوه ملثمة وعيون متفتحة على أصحاب القرار الفتحاوي وعلى ذوي الاحترام في الاطر الفتحاوية ومن هم بشخصياتهم وفكرهم وقفوا حائلاً أمام التدهور السياسي والأمني والبرمجي والسلوكي التي تعرضت له حركة فتح وبالتأكيد ما كان لفتح أن تدخل طريق الهاوية وتدخل طريق الاحتواء الامريكي ان لم تنفذ تلك الدوائر والوجوه الملثمة عملياتها المتكررة ضد كوادر حركة فتح وقيادتها الميدانية المجربة .*

 

* *

 

*اللواء كمال مدحت المناضل وليس نائب السفير لفتح أوسلو من له مصلحة في قتله ؟؟؟ تعجلت بعض الدوائر لتسند عملية الاغتيال للدوائر الصهيونية وأنا أقول نعم في النهاية المستفيدة الدوائر الصهيونية ومن يعمل معها في داخل حركة فتح أوسلو وربما الصراع في المخيمات هي أحد التبويبات وانحياز الحكومة اللبنانية لجهة معينة من الدعم للوجود الفلسطيني تبويب أخر وذكرت بعض وكالات الانباء أن المرحوم كان يقفز فوق الحواجز لكي يقوم ببناء وترميم مخيم نهر البارد الذي دمرته القوات اللبنانية وبموافقة من ممثل منظمة التحرير في الساحة اللبنانية فعندما يعمى البصر تنعمي البصيرة ، قال ممثل منظمة التحرير في ذاك الوقت "مخيم نهر البارد سريعا ً ما سنقوم باعادة بنائه على أحدث موديل عصري " وهاهم سكان

نهر البارد وبعد سنوات من تدمير مخيمهم هاهم يعيشون في مأساة مستمرة نتيجة تدمير هذا المخيم تحت حجج واهية وأعداء مصطنعين لممثل منظمة التحرير وفتح أوسلو وللحكومة اللبنانية وهاهم الذين استعدوا بالاعمار الفوري هاهم يعلنون عن فتح باب الشفقة والمعونة لاعادة البناء بعد سنوات من العذاب ، المهم أن الشهيد مدحت ذهب للسعودية ليجلب المال وبشكل شخصي لاعادة البناء متجاوزاً محطات كثيرة

ومستفيدين كثير وقالت بعض المواقع أن جهة ما طلبت منه تسليم المبلغ واستثماره بدلا من التعجيل في عملية الاعمار .*

 

* *

 

*رافد أخر يدور حول عملية الاغتيال الصراع في الساحة اللبنانية بين القوى المحافظة على البندقية وقوى أوسلو وسحب أوسلو والقوى الداعية لسحب سلاح المخيمات .*

 

* *

 

*المهم أيضاً أن ملف كمال مدحت سيحفظ مثلما حفظت ملفات كثيرة وفي بداية محطات جديدة لحركة فتح وفتح أوسلو مقبلة على اعداد مؤتمرها لتكرس تلك القيادة ذاتها من جديد من خلال شرعية مرتبة ومدبلجة ومنمقة ولو كانت على حساب كثير من القيم الاخلاقية التي تخلى عنها هؤلاء تحت بند المصلحة والراتب الممنوح للجنة المركزية وللمجلس الثوري أما اللاهثون في صراعاتهم ومحاورهم في اعداد الترتيبات

لفوزهم في تلك المقاعد فليس من أجل برنامج وطني فتحاوي يعيد لفتح ثوبها النضالي وما عاهد كوادرها ومقاتليها الله من خلال القسم الوفاء لفلسطين وللبندقية ولقضية اللاجئين والوطن ، فقاموس فتح أوسلو بنهجج المعروف لن يحرر القدس ولن يؤرق العدو مادام خيار هؤلاء المفاوضات والسلام خيار استراتيجي في ظل ابتلاع القدس ومحاصرة غزة والاجتياحات والتصفيات المتكررة للمقاتلين ولرجال الثورة.*

 

* *

 

*امامنا ملفات يجب ان تفتح على الاقل الملفات التي طالت قيادات وكوادر حركة فتح بعد أوسلو أما ما قبل ذلك فهي ملفات دسمة وحدث ولا حرج الملفات نبدأها :-*

 

*1- **أسعد الصفطاوي** : تم اغتياله عام 1993 قبل دخول فتح أوسلو إلى الوطن المحتل بساعات .*

 

*2- **محمد أبو شعبان*:*تم اغتياله عام 1993 وفتح أوسلو تعد مستزلميها لدخول الوطن والسيطرة على التنظيم في الداخل .***

 

*3- **اغتيال هشام مكي:* *الذي اتهم بسرقة أموال فضائية فلسطين عام2001.***

 

*4- **خليل الزبن:** عام 2004 مستشار ياسر عرفات لشؤون الاعلام وحقوق الانسان.***

 

*5- **اغتيال موسى عرفات:** في حملة تصفيات تيار ياسر عرفات وتبويبا ً للنهج الجديد ولرجالات النهج الجديد .***

 

*6- **جهاد العمرين:** لدعمه نهج المقاومة وتمرده على قيادات أوسلو.***

 

*7- **اللواء عبد المعطي السبعاوي:** ابن العاصفة والقائد في القطاع الجنوبي للأردن ومواقع أخرى تم تصفيته لدعمه أيضاً نهج المقاومة .***

 

*8- **عاطف بسيسو :** أثناء مفاوضات أوسلو بين الجانب الاوسلوي والجانب الصهيوني وأفردت بحثاً كاملا ً حول ذلك .***

 

* *

 

*ملفات حفظت ولن تنسى في تاريخ فتح وفي تاريخ الحركة الوطنية ولن يكون اللواء كمال مدحت هو أخر التصفيات بل الاستقراءات تقول أن هناك تصفيات يمكن أن تحدث في أي وقت في الساحة اللبنانية وساحات أخرى وداخل الوطن المحتل عواملها الصراع فالساحة اللبنانية تعج بالتناقضات والمتصارعين عليها ، فكثير من الوجوه تتردد على الساحة اللبنانية لحسم قصة المخيمات وكادر المخيمات لصالحها في المؤتمر الأوسلوي القادم ، فتورة يعمل على تقديمها أصحاب الوجوه الملثمة والتي تعمل في الظلام لحساب أجهزة اقليمية ودولية والمستفيد فعلاً هو العدو الصهيوني ومن يعمل مع العدو الصهيوني ومن هو مؤمن بعروض الادارة الامريكية في كامب ديفيد ، تلك العروض التي رفضها ياسر عرفات .*

 

* *

 

*بقلم/ سميح خلف ***

في القاهرة , المصالحة فصائلية و غربان أوسلو تنعق

احمد الفلو - كاتب فلسطيني

      نحن شعب فلسطين علينا أن نعترف بكل فجاجة أننا خُدعنا, رغم ارتفاع مستوى التعليم في أوساطنا واتساع الرؤى السياسية في مجتمعاتنا ولدى نخبنا الثقافية, أربعون عاماً وشلال الدم الفلسطيني لم ينضب يوماً ولا ساعة, والتضحيات لم تتوقف من أجل فلسطين, بدأ الجوهر السياسي لقضية فلسطين يتآكل تدريجياً بعد ذلك و يعود السبب إلى مجموعة من العوامل ربما كان المحرك الأساسي لها هو أن استجابة قيادة المنظمة كانت دوماً دون مستوى الطموح الشعبي الفلسطيني من جهة , أما الأشخاص الذين تصدروا لقيادة المنظمة فلم يكونوا مؤهلين لا سياسياً و لا ثقافياً ولا حتى وطنياً لتسُّنم الأمر, كانوا ومازالوا يفرضون رؤيتهم السياسية النابعة من مصالحهم المالية من جهة أخرى , و فيما يتعلق بممارسة العمل السياسي والقرارات المصيرية فإنه لا يستند إلى أي مرجعية دستورية أو شعبية أو وطنية بل إلى أمزجة مجموعة من الأشخاص يقيسون الأمور بميزان انتفاخ أرصدتهم المالية فحسب , ودون أي اعتبار لمصالح الشعب الفلسطيني .

      تلك العصابة القابعة في القصر الأسود في رام الله , لا تكلّ ولا تملّ , هي في دأب مستمر تبحث عن وسائل البقاء في سلطة الحكم الذاتي المحدود , وتطرق كل الأبواب المفضية إلى المكوث في أطول فترة ممكنة في السيطرة على الحالة الأمنية كي تحمي منافعها الشخصية و موارد السرقة والنهب الذي اعتادت عليه منذ أكثر من أربعين عاماً ونيف , ويبدو أن حجم السعي الحثيث هذا نحو التمسك بالسلطة يتناسب طردياً مع ضخامة المنافع و الامتيازات التي اعتاد الفتحاويون الاستحواذ عليها .

     يصرُّ الوفد السلطوي للمحادثات على مبدأين أساسيين أولهما اعتراف حركة حماس بحق إسرائيل بثلاثة أرباع أرض فلسطين و ثانيهما الإقرار باللجنة الرباعية باعتبارها المرجعية السياسية لأي حكومة مقبلة و لمنظمة التحرير الفلسطينية, والالتزام الأخير هذا يشمل التخلي عن المقاومة باعتبارها إرهاباً و التخلي عن القضايا الأساسية مثل عودة اللاجئين و الإقرار بالاستيطان كونه أمراً واقعاً و اعتبار قرية أبو ديس بديلاً عن القدس كما جاء في ( مراسلات عباس - بيلين ) , كما يشمل ذلك تكريس قيادة الجنرال الأمريكي دايتون باعتباره المنسق العام لقوات الأمن الفلسطينية .

     إنَّ الوفد الفتحاوي ومعه وفود اليسار المرتزقة تحت إبطه يرتكزون في مطالباتهم على نقطتي قوة هامتين أولاهما الدعم المصري القوي من خلال الحصار المجرم و الوحشي على قطاع غزة والذي يهدف إلى تطويع المقاومة الإسلامية للأجندة الإسرائيلية من جهة , و استغلال السعي المخلص و النوايا الحسنة لقيادة حماس لتحقيق المصالحة .

        و ربما كان لمكان انعقاد مفاوضات المصالحة في مباني المخابرات المصرية مدلولات خطيرة تنمُّ عن نوعية التعامل المصري المتجبِّر و المتغطرس تجاه الشعب الفلسطيني , و كذلك تشبُّث القيادة المصرية بتلك النظرة الاستعلائية النمرودية في فرض رؤيتها على الشعب الفلسطيني , وكم كنا نتمنى لو أن هذه الرؤية نابعة من حرص الأخ الأكبر على أشقائه ولكنها بالفعل تمثل فرض رؤية أمريكية متصهينة على الشعب الفلسطيني بحيث تكون أداتها المنفِّذة هي النظام المصري .

         ونعود لنؤكد بأنه لا يوجد انقسامات شعبية في الصف الفلسطيني مطلقاً و الأمر بكل بساطة يمكن تلخيصه بأن هناك مجموعة لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من الشعب الفلسطيني استولت على السلطة و قامت إسرائيل و الإدارة الأمريكية بتنصيبها و فرضها على الشعب الفلسطيني لتكون أداة لفرض المخططات التي تؤدي لتصفية القضية الفلسطينية و الاستيلاء الكامل على أرض فلسطين , و قد قام هؤلاء بدورهم في تصفية القضية منذ أكثر من أربعين عاماً و هم مستمرون بهذا الجهد الملعون مقابل الثراء و المال الذي أغدقته عليهم الولايات المتحدة وحلفائها العرب , وعندما ظهرت المقاومة الإسلامية الباسلة باعتبارها اتساقاً طبيعياً لسنن التاريخ و نواميس الحياة فقد تصدى لها صنائع الصهيونية هؤلاء , خاصةً أنهم حاربوا دخول الإسلام إلى صراعنا ضد إسرائيل , مع أنهم أدخلوا الإيديولوجيات التي تجعل العمال و الفلاحين الفلسطينيين أخوة لنظرائهم اليهود في وحدة ماركسية طبقية , في الوقت الذي استبعدوا الإسلام لأنه يرفض الصهيونية بكل أشكالها .

     لقد تلاعبت القيادة الفلسطينية بالقضية حتى كادت أن تمحوها من الوجود , و لنا أن نتصور كيف تدهور حال القضية الفلسطينية على أيدي تلك الشرذمة , ففي 1964 أنشِئَت منظمة التحرير بهدف تحرير فلسطين التي احتُلَّت عام 1948 و لكن القيادات التي استولت على المنظمة ما لبثت عام 1974أن تبنت مشروع دولة ديمقراطية علمانية ضمن حدود فلسطين الانتدابية و هو مشروع طرحه اليساري نايف حواتمة و تبناه ياسر عرفات و أدخله في البرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني

, ذلك المجلس غير المنتخب وغير الوطني وغير الفلسطيني الذي كان عرفات يقوم بتعيين أعضاءه من الموالين له, في عام 1988 تبنت منظمة التحرير رسميا خيار الدولتين في فلسطين التاريخية ، والعيش جنباً لجنب مع إسرائيل في سلام شامل يضمن عودة اللاجئين واستقلال الفلسطينيين على الأراضي المحتلة عام 1967.

     وفي عام 1993 قام رئيس اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير آنذاك ياسر عرفات بالاعتراف رسميا بإسرائيل، في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين, نتج عن ذلك تأسيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تُعتبر من نتائج اتفاق أوسلو بين المنظمة وإسرائيل , شخص أو مجموعة من الأشخاص تلاعبوا بقضيتنا و مازالوا يتلاعبون و قد أصبحت مرجعيتنا الوطنية على يد هؤلاء توني بلير والجنرال دايتون و في أحسن الحالات أعضاء الرباعية .

     وحتى الآن مازلنا نتحدث بخجل عن القيادي فلان ونقول لا للتخوين , حتى لو باعنا وباع إنسانيتنا مع أرضنا للصهاينة فهو ليس خائناً , إنه تقديس و صنمية تلبَّست نفوسنا و قلوبنا نحن الفلسطينيون فتعودنا أن نجامل الغرب على حساب وطننا وأرضنا, كي لا يقول عنا المجتمع الدولي وحوش و إرهابيون فليذهب الوطن إلى الجحيم وليعيش الختيار, ثم ليعيش من هم بعد الختيار و ليملأوا أرصدتهم بالملايين من أثمان الإسمنت و الطحين و من بيع القدس بينما نحرص على الوحدة الوطنية أو نُوْهِم أنفسنا بأن هناك شرخاً في بنية الشعب, كي نوجد لأتباع دايتون و أولمرت وبلير المبررات ليستمروا بذبحنا وبيع قضيتنا , يبدو أننا نخاف على الخبز أكثر من خوفنا على الوطن , فلتكسب عصابة عباس و مبارك و وداعاً للمقاومة وفلسطين .

 

 

 

- للاشتراك في قائمة الأخبار أرسل رسالة إلى   news3news+subscribe@googlegroups.com

 

- لإرسال مادة للنشر: news3news@gmail.com

 

ليس كل ما يرد بنشرية الأخبار يعبر بالضرورة عن رأي إدارة تحرير ها

 

 

 

 

 


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل ܔْށjarh5000ܔْށ مجموعة.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى
  jarh5000@googlegroups.com
 لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة الكترونية الى
  jarh5000-unsubscribe@googlegroups.com
 لخيارات أكثر , الرجاء زيارة المجموعة على
  http://groups.google.com.sa/group/jarh5000?hl=en
-----------------------
  أثبت وجودك لا تقرأ وترحل شارك معنا ولو بأيميل واحد

لمن اراد التوقف عن استقبال ايميله من المجموعة
يرسل بريد الى jarh5000@hotmail.com
ويكتب يرجى التوقف عن ارسال رسائل البريد الإلكتروني من المجموعة.
وسيتم الغائه خلال 24 ساعة
--------------------------------
Who wants to stop receiving messages from the group
Send mail to Jarh5000@hotmail.com
.Please stop writing and sending e-mail messages from the group
Will be canceled within 24 hours
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

No comments:

Post a Comment