وأمّا عَددُ أزواجِ النّبي صلى الله عليه وسلم فَقد اختَلفُوا فيه كَثيرًا. والذي صحّ منْ
غَيرِ خِلافٍ أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم تزَوّجَ إحْدَى عَشْرةَ امرَأةً كلُّهُنّ بنَى بهنّ، وتَزوّج غيرَهُنّ ولم يَدخُل بهنّ.
وقيلَ بَنى بثلاثَ عَشْرةَ امرأةً، وتَزوّجَ خمسَ عَشْرةَ امرأةً، وقيلَ ثمانِ عَشْرةَ. واختلَفوا في تَسميتِهنّ.
واجتَمعَ عندَه إحدَى عَشْرةَ امرأةً واختَلفُوا في واحِدةٍ مِنهُنّ فقيلَ رَيحانَةُ وقيلَ أُمّ شَرِيك،
وقيلَ إنّ رَيحانةَ كانت سُرّيّةً وأمُّ شَريك لم يتَزوّج بها ولا دَخلَ بها، وإنّما هي مِنَ اللاتي وَهَبْنَ أنفُسهُنَّ، والله أَعلَم بذلكَ.
واختَلفُوا أيضًا في تقدِيم بعضِهنَّ على بعضٍ في التّزويج بهنّ
أما المتّفقُ على أنّه بنى بهنّ فالأُولى
وأمُّها فاطمةُ بنتُ زائدَةَ بنِ جُندُب.
وهيَ أوّلُ امرأةٍ تزوّجَها النبي صلى الله عليه وسلم مِن غَيرِ خِلافٍ قبلَ المبعَثِ بخمسَ عَشْرَةَ سنةً، وكانت بِنتَ أربعينَ سَنةً وهو ابنُ خمسٍ وعِشرينَ سنةً. وكانت قَبله تحتَ أبي هالَةَ هندِ بنِ زَرارة بنِ النبّاش بنِ عَدِيّ أحد بني أُسيد بن عمرو بن تميم، وقَبله عندَ عَتيق بنِ عَابد.
وهي أمُّ أولادِه كلِّهم سِوى إبراهيم ابنِ مارِيَةَ القِبطِيّة.
فولدَت له القاسمَ وبه كان يُكنَى،وعبدَ الله وهو الطّاهرُ والطّيبُ، سُمّي بذلك لأنّه وُلدَ في الإسلام. وقيلَ إنّ الطّاهرَ والطّيّبَ اسمانِ لابنينِ، وَولَدت له منَ النّساءِ زَينبَ ورُقيّةَ وأمَّ كُلثُوم وفاطمةَ رضي الله عنهم أجمعين.
تُوفِّيت بمكّةَ ودُفِنت فيها قَبلَ الهجرة إلى المدينةِ وقَبلَ فَرضِ الصّلاةِ بخمسٍ وقيلَ بثلاثِ سِنينَ، في السّنةِ التي ماتَ فيها أبو طالبِ بنُ عبد المطّلِب وفي كلّ ذلكَ خلافٌ، وكان عمُرُها وقت وفاتها خمسًا وستّينَ سَنةً، وقيلَ خمسًا وخمسينَ في شهرِ رمضانَ سنةَ عَشرٍ منَ النّبُوة،و لم يجتَمع معها أحدٌ من نِسائهِ صَلواتُ الله عَليهنَّ. وقيل زوّجَها منه أبوها وقيلَ عَمُّها عمرو.
سَودةُ بنتُ زَمعَة بنِ قيسٍ وأُمّها الشَّمُوسُ بنتِ قَيس بنِ زَيد بنِ عَمرو مِن بني النّجّار.
وتَزوّجها بعدَ الهجرَةِ، وقيلَ في شَوال قَبل مُهاجَرِه إلى المدينةِ بَعدَ وفاةِ خَديجة، وكانَت تحتَ السّكران بنِ عَمرو فأسلَم وتوفّي عَنها.
وتُوفّيَت في خِلافة مُعاويةَ سنةَ أَربعٍ وخمسِين بالمدينة.
وقيلَ إنّه تَزوّج عائشةَ قَبلَ سَودة والصّحيحُ أنّه تَزوّجَها في شوّالٍ إلا أنّه لم يَدخُل بعائشةَ إلا بعدَ سنتينِ أو ثلاثٍ.
وقال ابن حجر في الإصابة: خُطِبَت عليه سَودةُ بِنتُ زَمعَة وعائشةُ فتزوّجَهُما فبَنى بسَودَة بمكةَ، وعائشَةُ يومَئذٍ بنتُ ستِّ سِنينَ حتى بَنى بها بعدَ ذلكَ.
عائشة - رضي الله عنها - بنتُ أبي بَكرٍ الصِّدّيقِ عبدِ الله بن أبي قُحَافةَ وأُمُّها أمُّ رُومَان بنتُ عَامرِ بنِ عُوَيمر.
تزوّجَها النبي صلى الله عليه وسلم بعدَ الهجرةِ وقيلَ بل في شوّالٍ سنةَ عَشْرٍ منَ النُّبوةِ قَبلَ مُهاجَره إلى المدينةِ بسَنةٍ ونِصف أو نحوِها، وكانَت بِكرًا، ولم يَنكِح بِكْرًا غَيرَها، ولم تَلِد لَهُ ولا غَيرُها منَ الحرائرِ سِوى خَديجةَ بنتِ خُوَيلدٍ.
ونَكَحها وهيَ ابنَةُ سِتٍّ وقيلَ سَبع سنينَ، وبنى بها وهي ابنةُ تِسعِ سنِينَ، وتُوفّي عنها وهي ابنةُ ثمَانِ عَشْرةَ.
تُوفّيَت في شهرِ رمَضانَ ليلة الثلاثاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضتْ منه وذلكَ في سَنةِ ثمانٍ وخمسينَ. وصلى عليها أبو هريرةَ نائبُ مَروان بنِ الحكَم بالمدينة، ودُفِنت بالبقيع بعدَ الوِتر مِن لَيلَتِهَا.
الرّابعَةُ حَفصَةُ - رضيَ الله عَنها - بنتُ عُمرَ بن ِ الخطّاب بن ِ نُفَيل، وأُمُّها زَينبُ بِنتُ مَظعُون بنِ حَبيبِ بنِ وَهبٍ.
مَولِدُها قَبلَ بَعثِ النّبي صلّى الله عليه وسلم بخَمسِ سِنينَ، كانَت تحتَ خُنَيسِ بنِ حُذافَة بنِ قَيسِ بنِ عَدِيّ فتُوُفّي عنها.
وتَزوّجها النبيّ صلى الله عليه وسلم في شَعبانَ على رأسِ ثَلاثينَ شَهرًا منَ الهِجرَةِ قَبلَ أُحُد، في سنةِ ثلاثٍ وقيلَ سنةِ اثنتَينِ.
توُفّيت في شعبانَ سنةَ خمسٍ وأربعينَ في خِلافةِ مُعاويةَ وهي ابنةُ سِتّين سنةً، صلى علَيها مَروانُ ودُفِنت بالبقيع.
الخامسةُ أمُّ سَلَمةَ هِند - رضي الله عنها - بنتُ أبي أُمَيّة سُهَيلِ بنِ المغيرةِ بنِ عبدِ الله، وأُمُّها عاتِكَةُ بنتُ عامِرِ بنِ ربيعةَ، وكانت قُرشيّةً مخزُوميّةً، وكانت قَبلهُ تحتَ أبي سَلَمة عبدِ الله بنِ عبدِ الأسَدِ بنِ هلالٍ، فتُوُفّيَ عنها.
وتزوّجَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم في شَوّالٍ سَنةَ أَربعٍ وتوُفّيَت في ذِي القَعدةِ سنةَ تِسعٍ وخمسينَ وكان لها يومَ ماتَت أربعٌ وثمانونَ سَنةً. صَلّى عليها أبو هريرة رضي الله عنه ودُفِنت بالبقيع.
السَّادسَةُ جُويريةُ - رضي الله عنها - بنتُ الحارثِ بنِ أبي ضِرار، مِن خُزاعة.
وكانت تحتَ مالكِ بنِ صَفوان، وقيلَ مُسافِع بنِ صفوان، فقُتِل يوم المُرَيْسِيْع.
وتزوّجَها النبي صلى الله عليه وسلم بَعدَ أن أعتَقَها، وذلكَ بعدَ غَزوة المُرَيْسِيع وكانت ابنةَ عِشرينَ سنة.
وتُوُفِّيت وهي ابنةُ خمسٍ وسِتّينَ سنةً، وذلكَ في شَهر رَبيعٍ الأوّل سنةَ سَبعٍ وخمسينَ في خِلافَةِ مُعَاويةَ، وقيلَ سَنةَ سِتّينَ، وصَلّى علَيها مَروانُ بنُ الحكَم وَالي المدِينة.
السابعة زينب - رضي الله عنها - بنتُ جَحشِ بنِ رِئاب، وأمّها أميّةُ بنتُ عبدِ المطّلِب بنِ هاشِم، وكانت تحتَ زَيد بنِ حَارِثةَ بنِ شَراحِيل.
تَزوّجَها النّبي صلى الله عليه وسلم في ذِي القِعدةِ سنةَ خمسٍ من الهجرة وهي يومئذٍ بنتُ خمسٍ وثلاثين سنةً، وتُوُفّيت وهيَ ابنةُ ثلاثٍ وخمسينَ سنةً، ودُفِنَت بالبقيع وصلّى علَيها عُمرُ بنُ الخطّاب رضي الله عنه، وهي أوّلُ أزواجِه مَوتًا أي بَعدَه صلى الله عليه وسلم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: يَرحَمُ اللهُ زَينَبَ بِنتَ جَحشٍ لَقد نَالَت في هَذه الدّنيا الشّرَفَ الذي لا يَبلُغُه شَرفٌ، إنّ اللهَ زَوّجَها نَبِيَّهُ في الدُّنيا ونطَقَ به القُرءانُ، وإنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسلّم قالَ لَنَا ونحنُ حَولَهُ: أَسرَعُكُنَّ بي لُحُوقًا أَطوَلُكُنَّ بَاعًا. فبشَّرَهَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِسُرعةِ لُحُوقِهَا بهِ، وهيَ زَوجَتُه في الجنّةِ.
هذا حديث حَسنٌ عن أمّ المؤمنينَ عائشةَ رضي الله عنها رواه ابنُ عساكر.
وقَد روي: أَطوَلُكُنّ يَدًا. قالت فَكُنّا نُقدِّرُ بَينَ أَيدِينا، فَلمّا ماتَت زينَبُ عَرفنَا أنّه يُرِيدُ الصّدقَة.
ورَوى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَسرَعُكُنَّ لحاقًا بي أطوَلُكُنَّ يَدًا. قالت فكُنَّ يَتطَاوَلْنَ أَيّتُهُنّ أَطوَلُ يَدًا. قالَت فكَانَت أطْولَنا يَدًا زينبُ لأنها كانَت تَعمَلُ بيَدِهَا وتَصَدّقُ. والمعنى أنهُنّ ظَننّ أوّلا أنّ المرادَ بطُولِ اليَدِ الحقيقةَ وهيَ الجارحَةُ فكُنَّ يَذرَعنَ أيديَهُنّ بقصَبَةٍ، فكانَت سَودَةُ رضي الله عنها أطولَهُنّ جارحَةً، وكانت زينبُ رضي الله عنها أطولَهُنّ يدًا في الصّدقة وفِعلِ الخَير، فماتَت زينبُ أوّلَهُنَّ.
وقيلَ إنّ سَودةَ هي المتوفّاةُ بَعدَهُ، والدّعاء بسرعةِ اللُّحوقِ كانَ لها إلا أنّ هذا أشهرُ وأوضَحُ.
وقولها: وهيَ زوجَتُه في الآخِرة، لا تقُولُه إلا بعدَ سماعٍ مِنه صلى الله عليه وسلم. وفي الحديثِ دليلٌ على صِدقِه ومُعجِزَتِه إذ أخبَر بما لم يكن فكَان كما أخبرَ. كما في حقِّ فاطمةَ رضيَ اللهُ عنها فإنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ لها: أنتِ أوّلُ أهلِي يَلحَقُ بي.
الثّامنة زينبُ - رضي الله عنها - بنتُ خُزيمةَ بنِ الحارثِ بنِ عبد الله بنِ عمرو بنِ عبدِ مَناف،
وهي أمُّ المساكين، كانت تُسمّى بذلكَ في الجاهلية، وكانَت تحتَ الطُّفَيل بنِ الحارث بنِ المطَّلِب، فطلّقَها وتزوّج بها عُبيدةُ بنُ الحارثِ وقُتِل يومَ بَدرٍ شَهيدًا.
وتزوّجَ بها النبي صلى الله عليه وسلم على رأسِ أَحدٍ وثلاثينَ شهرًا منَ الهجرة، فمَكثت عندَه ثمانيةَ أشهُرٍ، وتوفِّيَت في آخِر ربيعٍ الآخِر على رأسِ تِسعٍ وثلاثينَ شَهرًا منَ الهجرة، وصلّى علَيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم ودُفِنَت بالبقيعِ، وكان سِنُّها يومَ تُوفّيت نحوَ ثلاثينَ سنةً. كذا ذكره ابنُ سَعد.
التاسعة أمُّ حَبيبةَ رَمْلَةُ - رضيَ الله عنها - بنتُ أبي سُفيان صخرِ بنِ حربِ بنِ أُميّة، وأُمُّها صفيّةُ بنتُ أبي العاصِ بنِ أُميّة، كانت تحتَ عُبيدِ الله بنِ جَحش بنِ رِئاب، توُفّيَ بأرضِ الحبشَةِ بعدَ أن ارتَدّ.
وتزَوّجَها النبيّ صلى الله عليه وسلم سنةَ سَبعٍ منَ الهِجْرة، وهي التي أَصْدَقَها النّجَاشيُّ عنهُ صلى الله عليه وسلم، وكانَ لها يومَ قَدِم بها المدينةَ بِضعٌ وثلاثونَ سَنةً.
تُوفّيت في سَنةِ أربعٍ وأربعينَ في خِلافةِ أخِيها مُعاوِية
شارك صورك بكل سهولة مع Windows Live™ Photos. سحب وإسقاط
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل ܔْށjarh5000ܔْށ مجموعة.
لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى
jarh5000@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة الكترونية الى
jarh5000-unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر , الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com.sa/group/jarh5000?hl=en
-----------------------
أثبت وجودك لا تقرأ وترحل شارك معنا ولو بأيميل واحد
لمن اراد التوقف عن استقبال ايميله من المجموعة
يرسل بريد الى jarh5000@hotmail.com
ويكتب يرجى التوقف عن ارسال رسائل البريد الإلكتروني من المجموعة.
وسيتم الغائه خلال 24 ساعة
--------------------------------
Who wants to stop receiving messages from the group
Send mail to Jarh5000@hotmail.com
.Please stop writing and sending e-mail messages from the group
Will be canceled within 24 hours
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---
No comments:
Post a Comment