أخي في المرفقات كامل النص
في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر من شعبان فإنه كان يصومه كله) متفق عليه، وفي رواية: (ما كان يصوم في شهر ما كان يصوم في شعبان كان يصومه إلا قليلا) متفق عليه.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذا الشهر أحاديث كثيرة، منها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف ومنها ما هو مكذوب (موضوع)
وقد ورد حديث حسن وهو ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن )) رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1144
جعل الله سبحانه وتعالى لليلة النصف من شعبان مزية خاصة من حيث أنه جل في علاه يطلع فيها إلى جميع خلقه فيغفر لهم إلا مشرك حتى يدع شركه ويوحد رب السماوات والأرض، والمشاحن حتى يدع شحنائه ويصطلح مع من خاصمه .
فعن أبي ثعلبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، و يدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه".
رواه أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وابن أبي شيبة في المصنف، والطبراني في الكبير والأوسط، وبنحوه في شعب الإيمان للبيهقي، قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات. وهو في صحيح الجامع حديث رقم (771).
وفي رواية عن أبي موسى:"إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن".صحيح الجامع حديث رقم (1819).
مشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له
* عن عبد الله بن عمرو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "يَطَّلِعُ اللهُ عز وجل إلى خلقه ليلةَ النصف من شعبان، فيغفر لعباده، إلا لأثْنَيْن: مشاحنٌ، وقاتِلُ نفسٍ" مسند الإمام احمد تحقيق العلامة احمد شاكر قال إسناده صحيح 10/166/167 ...
* وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد لحقدهم حتى يدعوه" حسن رواه البيهقي في شعب الإيمان وحسنه الشيخ ناصر في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم 783 وانظر الأحاديث الصحيحة 1143 ورواه الطبراني وابن أبي عاصم ...
* وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" حسن رواه ابن ماجة برقم 1390 وللحديث شواهد يتقوى بها وهو بنفس اللفظ عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ...والحديث حسنه الشيخ ناصر في صحيح الجامع الكبير برقم 1815 وانظر المشكاة 1306 والأحاديث الصحيحة 1444 و 1651 وانظر تحفة الأحوذي 3/441 أ هـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة "
3 / 135 : حديث صحيح ،
روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا و هم معاذ ابن جبل و أبو ثعلبة الخشني و عبد الله بن عمرو و أبي موسى الأشعري و أبي هريرة و أبي بكر الصديق
و عوف ابن مالك و عائشة .
فإن شهر شعبان من الشهور المعظمة في الشرع وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلحظه بالعبادة فتستحب زيادة العبادة فيه كما ثبت في الحديث الصحيح , وإذا كانت العبادة تتأكد في شهر شعبان فإنها آكد وأشد استحبابا في ليلة النصف من شعبان لورود الأحاديث الثابتة والمفيدة لأفضلية هذه الليلة المباركة . فقد ثبت فضل ليلة النصف من شعبان في أحاديث مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق متعددة , عن عبد الله بن عمرو , ومعاذ , وأبي هريرة , وأبي ثعلبة , وعوف بن مالك , وأبي بكر , وأبي موسى , وعائشة رضي الله تعالى عنهم أجمعين .
1- فالحديث الأول رواه عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل نفس ) . أخرجه أحمد في المسند ( 2 / 176 ) بإسناد لين . ( الترغيب والترهيب 3 / 284 , مجمع الزوائد 8 / 65 ) .
2- والحديث الثاني رواه معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) . أخرجه ابن حبان في صحيحه ( 12 / 481 ) والطبراني في الكبير ( 20 / 109 ) وفي الأوسط ( المجمع 8 / 65 ) وأبو نعيم في الحلية ( 5 / 195 ) وغيرهم , جميعهم عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ به مرفوعاً . قال الحافظ الهيثمي في المجمع ( 8 /65 ) : رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات . انتهى . ومالك بن يخامر ثقة مخضرم وقد أدركه مكحول فلا انقطاع في إسناده كما قيل , والحاصل أن ابن حبان أصاب في تصحيحه لهذا الحديث . ومن الطريقين السابقين فقط تعلم تقصير من حكم على هذا الحديث بالضعف .
3- والحديث الثالث رواه أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده , إلا لمشرك أو مشاحن ) . أخرجه البزار في مسنده ( كشف الأستار 2 / 436 ) وقال الهيثمي في المجمع ( 8 / 65 ) رواه البزار.
4- والحديث الرابع رواه أبو ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا كان ليلة النصف من شعبان يطلع الله عز وجل إلى خلقه فيغفر للمؤمنين , ويترك أهل الضغائن وأهل الحقد بحقدهم ). أخرجه الطبراني ( المجمع 8 / 65 ) وابن أبي عاصم في السنة ( 1 / 223 )
5- والحديث الخامس رواه عوف بن مالك بنحو حديث أبي هريرة ومعاذ أخرجه البزار في مسنده ( كشف الأستار 2 / 436 ) وإسناده لين
.
6- والحديث السادس رواه أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا , فيغفر لكل نفس إلا إنساناً في قلبه شحناء أو مشركاً بالله عز وجل ) أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ( رقم 90 ) وابن أبي عاصم ( رقم 509 ) وغيرهما . وقال البزار ( 2 / 435 ) : وقد روى هذا الحديث أهل العلم واحتملوه . انتهى .
7- والحديث السابع رواه أبو موسى بنحو حديث أبي هريرة ومعاذ وعوف , أخرجه ابن ماجه ( 1 / 446 ) واللالكائي ( رقم 763 ) وإسناده ضعيف .
8 – والحديث الثامن روته عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفرلأكثر من عدد شعر غنم كلب ) وإسناده ضعيف . أخرجه أحمد ( 6 / 238 ) , والترمذي ( 3 / 107 ) وابن ماجه ( 1 / 445 ) وله طريق آخر إسناده ضعيف عن عائشة , أخرجه البيهقي في الشعب ( 3835 ) وفيه التصريح بقيام النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة وجاء فيه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هذه ليلة النصف من شعبان , إن الله عز وجل يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين , ويؤخر أهل الحقد كما هم
) وحاصل ما تقدم من الروايات المذكورة ثبوت فضل ليلة النصف من شعبان , خاصة وأن إحداها وهي رواية معاذ قد صححها ابن حبان بمفردها . وتقدم قول البزار : ( روى هذا الحديث أهل العلم واحتملوه ) فالحديث ثابت ثبوت الجبال الرواسي حتى إن الألباني قد صححه في ( السلسلة الصحيحة ) ( 1144 ) وفي التعليق على السنة لابن أبي عاصم ( 509 , 510 , 511 , 512 )
أما من حكم على الحديث بالضعف فهو إنما أنه لا يعرف الحديث فليس له إلا أن يقلد العارف به , أو هو متسرع . وإما مكابر ولا يجدي الكلام معه . وإذا علم فضل تلك الليلة المباركة فيستحب فعل أي طاعة فيها تندرج تحت أصل عام من صلاة أو صدقة , ونحو ذلك . ولو سلم ضعف الحديث وطلب المعترض الدليل الخاص على قيام تلك الليلة فنقول في رد هذا الكلام :
أولا :- إن عدم الاكتفاء في المسألة بالدليل العام , وطلب الدليل الخاص في كل مسألة بعينها يلزم منه تعطيل العموم في الشريعة مما يؤدي إلى تضييق دائرة الشريعة المطهرة , ويلزم منه أيضا النيل من الشريعة فإن طلب الدليل الخاص في كل مسألة بدعة في الدين .
ثانيا :- أما الاستدلال بمثل قوله تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) ( 21 الشورى ) فهو استدلال في غير محله وفيه تهويل لا معنى له لأمرين :
1- إن المثبت لفضيلة تلك الليلة المباركة مستدل بدليل شرعي وهو السنة المباركة , وغايته أنه ضعيف في نظر المعارض , فلا يلزم من ذلك تبديعه أو تشديد النكير عليه .
2- إن فضل تلك الليلة ثابت في الأحاديث كما تقدم فينبغي أن يراجع أمثال هؤلاء أنفسهم , ويكفوا عن إيراد مثل هذه الآيات الخارجة عن محل النزاع .
أما محل النزاع فهو سنية قيام ليلتها , ونحن إذا نظرنا فيما في رواه مسلم كتاب الجنائز , باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها ( رقم 974 ) عن عائشة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة إلى البقيع . وهو الفعل نفسه الذي روي من طريق أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله ليلة النصف من شعبان , فيحمل قيام النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى البقيع في رواية مسلم على أنه كان في ليلة النصف ,
وإذا قيل إن هذا احتمال ! قلنا : هذا الاحتمال أولى لاتحاد صفة العمل أما حمله على أنها غير تلك الليلة فحمل لا يسعفه دليل . فالاحتمال الأول أولى لأنه ينضم إليه الروايات الأخرى ولا ينضم للاحتمال الثاني شيء , لا ضعيف ولا غير ضعيف . كما ينضم إلى هذا الاحتمال فعل السلف رضي الله عنهم واقتداء الخلف بهم إلى يومنا هذا فإن الإنكار ممنوع البتة وهو بدعة . وقد سئل ابن تيمية رحمه الله تعالى عن صلاة ليلة النصف من شعبان فأجاب : ( إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف فهو حسن
) وقال في موضع آخر : ( وأما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا ) انتهى . ( مجموع فتاوى ابن تيمية ج 3 ص 131 / 132 )
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في ( لطائف المعارف ) ( ص 263 ) : وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة , وكان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما من تابعي الشام يقومون في المسجد ليلة النصف , ووافقهم الإمام إسحاق ابن راهويه على ذلك , وقال في قيامها في المساجد جماعة : ليس ذلك ببدعة . انتهى باختصار وتصرف .
والحاصل أن فضل هذه الليلة المباركة قد ثبت بالأحاديث الصحيحة واستحب قيامها كثير من السلف , فالقول ببدعيتها قول منكر , لم يعتمد في مذهب معتبر ولا غير معتبر . ولا يلزم من كون الحديث – الآمر بقيام ليلها وصيام نهارها – ضعيفا أن يكون العمل به بدعة بل استحباب القيام والصيام جاء من أدلة أخرى كما بينا . كما أن الإنكار في الوقت نفسه فيه رد لفعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فليحذر هؤلاء المنكرون من الوقوع في قوله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة , أو يصيبهم عذاب أليم )( 63 النور ) والحمد لله في البدء والختام والصلاة والسلام على خير الأنام وعلى آله وأصحابه مصابيح الظلام .
ـ النقطة الأولى: هل ليلة النصف من شعبان لها فضل؟:
والجواب:قد ورد في فضلها أحاديث صحح بعض العلماء بعضًا منها وضعفها آخرون وإن أجازوا الأخذ بها في فضائل الأعمال. ومنها حديث رواه أحمد والطبراني "إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأكثر من شَعْرِ غَنَمِ بني كلب، وهي قبيلة فيها غنم كثير".
ومنها حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قُبِضَ، فَلَمَّا رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: "يا عائشة ـ أو يا حُميراء ـ ظننت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد خَاسَ بك"؟ أي لم يعطك حقك.
قلت: لا والله يا رسول الله ولكن ظننت أنك قد قبضتَ لطول سجودك، فقال: "أَتَدْرِينَ أَيُّ ليلة هذه"؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال "هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين ، ويرحم المسترحِمِينَ، ويُؤخر أهل الحقد كما هم" رواه البيهقي من طريق العلاء بن الحارث عنها، وقال: هذا مرسل جيد.
وروى ابن ماجة في سننه بإسناد ضعيف عن علي ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا ـ أي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا لَيْلَهَا وصُوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له،ألا مسترزق فأرزقه، ألا مُبْلًى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر".
بهذه الأحاديث وغيرها يمكن أن يقال: إن لليلة النصف من شعبان فضلاً، وليس هناك نص يمنع ذلك، فشهر شعبان له فضله روى النسائي عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ أنه سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: لم أَرَكَ تصوم من شهر من الشهور، ما تصوم من شعبان قال "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع علمي وأنا صائم".
النقطة الثانية : هل كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحتفل بليلة النصف من شعبان؟ ثبت أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ احتفل بشهر شعبان، وكان احتفاله بالصوم، أما قيام الليل فالرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان كثير القيام بالليل في كل الشهر، وقيامه ليلة النصف كقيامه في أية ليلة.
ويؤيد ذلك ما ورد في الأحاديث السابقة فيؤخذ بها في فضائل الأعمال، فقد أمر بقيامها، وقام هو بالفعل على النحو الذي ذكرته عائشة.
وكان هذا الاحتفال شخصيًا، يعني لم يكن في جماعة، والصورة التي يحتفل بها الناس اليوم لم تكن في أيامه ولا في أيام الصحابة ، ولكن حدثت في عهد التابعين يذكر القسطلاني في كتابه "المواهب اللدنية" ج 2 ص 259 أن التابعين من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول كانوا يجتهدون ليلة النصف من شعبان في العبادة، وعنهم أخذ الناس تعظيمها،
ثم يقول القسطلاني:
اختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولينِ، أحدهما:أنه يُستحب إحياؤها جماعةً في المسجد، وكان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويَتبخَّرُونَ ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله عنه حرب الكراماني في مسائله.
الحمد الله رب العالمين القائل في كتابه المبين فسألوا اهل الذكري ان كنتم لاتعلمون
والصلاه والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد الصادق الوعد الامين
اما بعد فقد كثر كلام الغوغائين على حكم احياء ليله النصف من شعبان وسبحان الله كلما حارب هاؤلاء المفرقون بين المسلمين فضيله من الفضائل نجد انها تعود وتنتشر بين المسلمين
والله ذر الشاعر حين قال
اذا اراد الله نشر فضيله طويت ***** اتاح لها لسان حسود
والذلك احببت ان اذكر الاحديث الوارده في فضل ليله النصف من شعبان واقوال اهل العلم المعتمدين من الائمه والحفاظ والمحدثين في هذه المسأله ونرجو من الله الثواب .
1- اخرج احمد عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
)) ان الله ليطلع الى خلقه ليله النصف من شعبان فيغفر لعباده الا اثنين مشاحن او قاتل نفس ((
واسناده لين كما قال الحفظ المنذري
اخرجه الامام احمد في مسنده قال احمد شاكر اسناده صحيح وفي اسناده عبدالله بن لهيعه
اثنى عليه الامام احمد ووصفه بلأتقان والضبط
2- أخرج الطبراني وابن حبان في صحيحه
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
)) يطلع الله الى جميع خلقه ليله النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا لمشرك او مشاحن (( .
درجه الحديث : قال الحافظ الهيثمي في المجمع 8/ 65 رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجالهما ثقات .
قال محدث السلفيه الألباني المتناقض هو حديث صحيح لشواهده الكثيرة انظر تعليقه على رساله ليله النصف من شعبان .
وأخرجه ابن حبان في صحيحه ( الحسان بترتيب صحيح ابن حبان ).
3- واخرج الطبراني والبيهقي من طريق مكحول عن ثعلبه الخشني رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( يطلع الله الى عباده ليله النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع اهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه )).
قال البيهقي وهو بين مكحول وابي ثعلبه مرسل جيد .
4- أخرج البزار والبيهقي عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(( ينزل الله الى السماء الدنيا ليله النصف من شعبان فيغفر لكل شىْ الا رجل مشرك او رجل في قلبه شحناء ))
واسناده لابأس به كما قال الحافظ المنذري .
وقال البزار وقد روى هذا الحديث اهل العلم واحتملوه
5- اخرج البيهقي عن العلاء بن الحرث ان عائشه رضي الله عنها قالت :
((قام رسول الله صلى الله عليه
وسلم من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت انه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت ابهامه فتحرك فرجعت فلما رفع راسه من السجود وفرغ من صلاته قال ياعائشه او ياحميراء اظننت انالنبي قد خاس بك قلت لا والله يارسول ولكني ظننت انك قبضت لطول سجودك فقال اتدرين أي ليله هذه قلت الله ورسوله اعلم قال هذه ليله النصف من شعبان ان الله عز وجل يطلع على عباده في ليله النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر اهل الحقد كما هم ))
قال البيهقي هذامرسل جيد ويحتمل ان يكون العلاء اخذه من مكحول .
6- أخرج البيهقي عن مكحول عن كثير بن مره عن النبي صلىالله عليه وسلم
( في ليله النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض الا مشرك أو مشاحن ))
قال البيهقي : هذا مرسل جيد.
أقوال اهل العلم في فضل ليله النصف من شعبان :
ذكر ابن تيميه في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ص 302
قال : ( ومن هذا الباب ليله النصف من شعبان فقد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعة ما يقتضي انها ليله مفضله وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها إلى أن قال لكن الذي عليه كثير من اهل العلم او اكثر هم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها وعليه يدل نص احمد لتعدد الأحاديث الواردة فيها ما يصدق ذالك من الاثار السلفيه وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن وان كان قد وضع فيها اشياء اخر)
وسئل ابن تيميه في مجموع فتاوي ابن تيميه
: عن صلاة نصف شعبان:
فأجاب: إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن
وذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف ص 160
( واما صيام يوم النصف منه فغير منهي عنه فأنه من جمله الايام البيض الغر المندوب الى صيامها من كل شهر وقد ورد الأمر بصيامه من شعبان بخصوصه ففي سنن ابن ماجه باسناد ضعيف عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :-
( اذا كان ليله النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها....)
وفي فضل ليله النصف من شعبان احاديث اخر متعدده وقد اختلف فضعفها الأكثرون وصحح ابن حبان بعضها واخرجه في صحيحه
الى ان قال الحافظ ابن رجب : فينبغي للمؤمن ان يتفرغ في تلك اليله لذكر الله تعالى ودعاءه بغفرانالذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب وان يقدم على ذلك التوبه فأن الله تعالى يتوب فيها على من يتوب.ثم قال :
فكم من فتى قد بات في النصف امنا ****** وقد نسخت فيها صحيفه حتفه فبادر بفعل الخير قبل ان قضاءه** وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه
وصم يومها لله واحسن رجاءه ****** لتظفرعند الكرب منه بلطفه
الى ان قال ابن رجب ايضاَ:
ويتعين على المسلم ان يجتنب الذنوب التي تمنع من المغفره وقبول الدعاء في تلك الليله.
ونقل ابن رجب ايضا:- قال وروى سعيد بن منصور : حدثنا ابو معشر عن ابي حازم ومحمد بن قيس عن عطاء بن يسار( وهومن علماء الحجاز) قال :- مامن ليله بعد ليله القدر افضل من ليله النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فيغفر لعباده كلهم الا لمشرك او مشاحن او قاطع رحم فيامن اعتق فيها من النار هنيئاَ لك المنحه الجسيمه ويا ايها المردود فيها جبر الله مصيبتك هذه فاءنها مصيبه عظيمه .
وقال ابن رجب ايضاَ :- قال عطاء بن يسار ( وهو من فقهاء المدينه )
اذا كان ليله النصف من شعبان دفع الى ملك الموت صحيفه فيقال : اقبض من في هذه الصحيفه فأنالعبد ليغرس الغرس وينكح الازواج ويبني البنيان وان اسمه قد نسخ في الموتى ما ينتظر به ملكالموت الا ان يؤمر به فيقبضه ........
وقال صاحب كتاب كشف القناع عن متن الاقناع من الحنابله
واستحب شيخنا وقال: قيام بعض الليالي كلّها مما جاءت به السنة (إلا ليلة عيد) لحديث:«من أحيـى ليلة العيد أحيـى الله قلبه يوم تموت القلوب» رواه الدارقطني في علله.
وفي معناها: ليلة النصف من شعبان. كما ذكره ابن رجب في اللطائف، (وتكره مداومة قيامه كلّه) لأنّه لا بد في قيامه كلّه من ضرر، أو تفويت حق. وعن أنس مرفوعاً: «ليصل أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر فليقعد»
ونقل الامام البيهقي في السنن الكبرى عن الأمام الشافعي انه يقال بلغنا انه كان يقال ان الدعاء يستجاب في خمس ليال : في ليله الجمعه وليله والاضحى وليله الفطر و اول ليله من رجب وليله النصف من شعبان.
ذكر ايضاَ الامام شيخ الاسلام النووي في كتاب المجموع شرح الهذب
قال الشافعي في «الأم»: وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستحاب في خمس ليال: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان. قال الشافعي: وأخبرنا إبراهيم بن محمد قال: رأيت مشيخة من خيار أهل المدينة يظهرون على مسجد النبي ليلة العيدين فيدعون ويذكرون الله تعالى، حتى تذهب ساعة من الليل، قال الشافعي: وبلغنا أن ابن عمر كان يحيي ليلة النحر، قال الشافعي: وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن تكون فرضاً.
الامام الاوزاعي امام اهل الشام
وقد استحب الامام الأوزاعي امام اهل الشام من التابعين في احياء ليله النصف من شعبان ان يصلي الرجل فيها لخاصه نفسه
واما اهل الشام من التابعين كأمثال خالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم فقد كانوا يلبسون فيها احسن الثياب ويتبخترون وكتحلون ويحيون ليلتهم في المسجد تلك
و وافقهم الأمام الجليل اسحاق بن راهويه ( وهو شيخ البخاري ) على ذلك كما وافقهم طائفه من عباد اهل البصره
قال الأمام الحافظ ابن الصلاح شيخ الامام النووي وشيخ الأمام الحافظ ابو شامه :
واما ليله النصف من شعبان فلها فضيله وأحياؤها بالعباده مستحب ولكن على انفراد من غير جماعه ووافقه على ذلك سلطان العلماء العز بن عبد السلام
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي ج: 3 ص: 365
اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلا فمنه ...
وساق عدة أحاديث ثم قال:
فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء والله تعالى أعلم
وذكر الامام ابن حجر الهيثمي في الفتاوي الحديثيه حيث اعتبر ليله النصف من شعبان من اليالي الفاضله كليله القدر.حيث قال :-
(والأيام الفاضلة كثيرة كيوم الجمعة، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، والأيام المعلومات والمعدودات، وليس في الليالي إلا ليلة القدر وليلة نصف شعبان. )
وفي أخبار مكة ج: 3 ص: 84 للفاكهي المتوفى سنة 275 هـ
ذكر عمل أهل مكة ليلة النصف من شعبان واجتهادهم فيها لفضلها
وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد فصلوا وطافوا وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام حتى يختموا القرآن كله ويصلوا ومن صلى منهم تلك الليلة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة ب الحمد و قل هو الله أحد عشر مرات وأخذوا من ماء زمزم تلك الليلة فشربوه واغتسلوا به عندهم للمرضى يبتغون بذلك البركة في هذه الليلة ويرى فيه أحاديث كثيرة ثم ساق عدة أحاديث
وروى البزار حديث أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه
ثم قال وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه وقد روي عن غير أبي بكر وأعلى من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وإن كان في إسناده شيء فجلالة أبي بكر تحسنه وعبدالملك بن عبدالملك ليس بمعروف وقد روى هذا الحديث أهل العلم ونقلوه واحتملوه فذكرنا لذلك
مسند البزار ج: 1 ص: 207
وفي الحاوي للفتاوي للسيوطي
فائدة: قال ابن الحاج: فإن قيل ما الحكمة في كونه عليه الصلاة والسلام خص مولده الكريم بشهر ربيع الأول ويوم الاثنين ولم يكن في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وفيه ليلة القدر ولا في الأشهر الحرم ولا في ليلة النصف من شعبان ولا في يوم الجمعة وليلتها؟ فالجواب من أربعة أوجه:
وهذا يدل على ان ليله النصف من شعبان عند الحافظ ابن الحاج تعتبر من اليالى الفاضله.
نقل الذهبي عن ابن الحافظ ابن عساكر أنه رحمه الله كان مواظبا على الجماعة والتلاوة يختم كل جمعة ويختم في رمضان كل يوم ويعتكف في المنارة الشرقية وكان كثير النوافل والأذكار ويحيى ليلة النصف والعيدين بالصلاة والذكر وكان يحاسب نفسه على لحظة تذهب . تذكرة الحفاظ ج: 4 ص: 1331
وفي ذلك تقوية للحديث بعمل هذا المحدث الإمام.
وقد استحب الاحناف الغسل ليلة النصف من شعبان، وليلة عرفة وليلة القدر، وعند الوقوف بمزدلفة صبيحة يوم النحر، وعند دخول مني يوم النحر لرمي الجمار، وعند دخول مكة لطواف الزيارة، ولصلاة الكسوف والخسوف
الخلاصه
1- أن فضل ليله النصف من شعبان ثابت في الجمله و ان انكارها ماهو الا تعصب اعمى وجهل باقوال علماء الاسلام,
وهل يعقل ان يدعو هؤلاء العلماء الى بدعه ولايقول بذلك لا من في عقله خلل ؟
2- احياءها بانواع العبادات مستحب .
3- لا زال المسلمون في انحاء العالم الاسلامي يقومون بأحياء هذه الليله الا طائفه قليله من من المسلمين لاهم لهم الا المشاغبه والفتنه والتفريق بين المسلمين وقد ارشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الامر بقوله إن أ وجدتم اختلاف فعليكم بالسواد الاعظم
والصلاة والسلام على من ارسله الله رحمه للعالمين سيدنا محمد وعلى اله وسلم
والحمد لله رب العالمين
فضل شعبان
وفضل ليلة النصف من شعبان
توافق مساء الخميس ليلة الجمعة من هذا الأسبوع
قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
شعبان كله شهر متميز من أشهر العام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفل به بعد شهر رمضان كما لم يكن يحفل بأي شهر من شهور العام، هذا الشهر هو الشهر الذي ترتفع فيه الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى كما قال عليه الصلاة والسلام، هو الشهر الذي يرحم الله عز وجل فيه المسترحمين، ويغفر لعباده المستغفرين، هذا الشهر شهر يعتق الله سبحانه وتعالى فيه أعداداً لا تحصى، لا يحصيها إلا الله عز وجل من النار، ولقد روى أسامة بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنه سأله قائلاً: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من شهور العام كما تصوم من شهر شعبان ! فقال عليه الصلاة والسلام:
(( ذلك شهر يغفل عنه كثير من الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترتفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل، فأحب أن يرتفع عملي إلى الله وأنا صائم ))، رواه النسائي والحديث ذو سند صحيح، وروى البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
" ما من شهر أكثر صياماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم منه في شهر شعبان "
والسبب ما قد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر الذي رواه أسامة بن زيد.
وروى البيهقي بإسناد جيد كما قال عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فصلى وسجد وأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض، فلما رأيت ذلك قمت وحركته أنمله فتحرك، فرجعت فسمعته يقول في سجوده: (( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ))، فلما سلم قال لي: (( يا عائشة.. أظننت أن رسول الله قد خاس بك؟ قلت: لا والله يا رسول الله، ولكنني ظننت أنك قد قبضت - أي لطول سجوده وعدم تحركه - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعلمين أي ليلة هذه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إنها ليلة النصف من شعبان، يطلع الله عز وجل فيها على عباده فيقول: ألا هل من مستغفر فأغفر له، ألا هل من سائل فأعطيه، ألا هل من داع فأستجيب له، ويؤخر أهل الأحقاد كما هم )) والأحاديث التي وردت في فضل شعبان عموماً، وليلة النصف من شعبان جزء من ليالي هذا الشهر المبارك كثيرة، وهي في جملتها صحيحة وقوية لا يلحقها الريب.
- أجازت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف احتفال الأطفال والفرحة والابتهاج بليلة النصف من شعبان، حيث إنها من الليالي الفضيلة التي لها مكانة في نفوس المسلمين، استناداً إلى حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلَا لِاثْنَيْنِ مُشَاحِنٍ وَقَاتِلِ نَفْسٍ).
جاء ذلك في فتوى أصدرها مركز الإفتاء على الموقع الإلكتروني للهيئة حول حكم احتفال الأطفال بحق الليلة، أي ليلة النصف من شعبان، حيث أكدت الهيئة أن هذه الليلة التي يفرح ويبتهج بها الأطفال بما اعتادوا على تسميته بحق الليلة هي ليلة النصف من شعبان وهي من الليالي الفضيلة التي لها ميزتها.
وأضافت أن المظاهر التي اعتاد الأطفال على إظهارها في هذه الليلة من لبس الملابس الجميلة ومرورهم على بيوت الحي وترديد بعض الأناشيد حسب عرف المجتمع الذي يعيشون فيه، ومن ثم جبر خواطرهم بهدية أو حلوى تعطى لهم فتدخل عليهم السرور هو من العادات المباحة التي لا تخالف شرعنا الحنيف.
وأشارت الفتوى إلى أنه كما هو مقرر في القواعد الفقهية: "الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل بتحريمها"، كما أن فيها دعاءً من الأطفال لصاحب البيت المعطي والدعاء في هذه الليلة من مظان الإجابة قال الإمام الشافعي رحمه الله في الأم (بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان ويستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضا).
وأجازت الهيئة حيث إنه لا يوجد ما يمنع من احتفال الأطفال في هذه الليلة وخروجهم لها طالما أن ذلك على سبيل العادة التي اعتادوا عليها، والأصل في العادات الحل والإباحة ما لم يرد في الشرع ما ينهى عنها. والله تعالى أعلم.
صيام النصف من شعبان
كما وردت تساؤلات حول صحة ما يفعله الناس من قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها، في الوقت الذي أجاب فيه مركز الإفتاء بأن قيام الليلة مستحب، ويكون ذلك بما تيسر من الصلاة والذكر، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلَّا لِاثْنَيْنِ مُشَاحِنٍ وَقَاتِلِ نَفْسٍ).
وأضاف المركز أن حديث أخرج ابن ماجه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ).
كما أن صيام يوم النصف من شعبان مستحب، حيث إن العلامة الصاوي رحمه الله قال في حاشيته: (وندب صوم يوم النصف من شعبان)، وقال العلامة ابن حجر في الفتاوى الفقهية الكبرى: (وأما صوم يومها - أي ليلة النصف من شعبان - فهو سنة من حيث كونه من جملة الأيام البيض) ، والله تعالى أعلم.
اقرأ المزيد : مركز الإفتاء يجيز الاحتفال بليلة النصف من شعبان - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=66525&y=2011#ixzz1SAfL6wQL
فضيلة ليلة النصف من شعبان
المصدر:
التاريخ: 15 يوليو 2011
ليلةُ النصف من شهر شعبان ليلة مباركة، ثبت فضلها بأحاديثَ وآثارٍ وعمل السلف والخلف؛ ومن ذلك ما أخرجه ابن حبان في صحيحه وأحمد في مسنده، والترمذي في السنن، وغيرهم من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا المشرك أو المشاحن»، وفي رواية أحمد: «أو قاتل نفس».
وقد ورد هذا الحديث بألفاظ متقاربة عن جمع من الصحابة رضي الله تعالى عنهم؛ منهم: أبوموسى الأشعري، وأبوهريرة، وأبوبكر الصديق، وعوف بن مالك، وعائشة، وأبوثعلبة الخُشَني، وعبدالله بن عمرو بن العاص. وورد من حديث علي رضي الله تعالى عنه عند ابن ماجة في سننه أنه صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مِن مستغفر فأغفر له، ألا مِن مسترزق فأرزقه، ألا من مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر».
وهذه الأحاديث يجبر بعضها بعضا كما هي قاعدة أهل الحديث، فإنه يتقوّى ولو بطريق واحد، فإذا كثرت الطرق وتعددت الشواهد انجبر حتما وارتقى إلى مرتبة الحسن لغيره.
وهذا ما قرره كثير من المحدثين ممن عُنوا ببيان الأحاديث الواردة في هذه الليلة، فقد أفردها بالتأليف الحافظ ابن الدبِيثي (ت سنة 637هـ)، في جزء مطبوع، وكذلك العلامة المحدث عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري، بمؤلف خاص سماه «حسن البيان في ليلة النصف من شعبان».
وتكلم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في صحيحته عن هذه الأحاديث كلاماً محققاً مستفيضاً، صدره بقوله: «حديث صحيح روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضاً»، وأنهاه بقوله: «وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب، والصحة تثبت بأقل منها عدداً، مادامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث»، ثم رد على من قال إنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث صحيح، بقوله: «ليس مما ينبغي الاعتماد عليه، ولئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول، فإنما أتي من قبل التسرع، وعدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك».
وقد كان السلف من التابعين يُحيون هذه الليلة عملاً بما ورد فيها من آثار، فقد ذكر ابن رجب الحنبلي في «لطائف المعارف» أن التابعين من أهل الشام كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، كانوا يعظمونها ويجتهدون في العبادة فيها.
وذكر محمد بن إسحاق الفاكهي مؤرخ مكة المشهور أن أهل مكة في ما مضى إلى اليوم ـ يعني يوم تأليفه قبل اثني عشر قرناً ـ إذا كان ليلة النصف من شعبان خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا وطافوا وأحيوا ليلتهم بالقراءة في المسجد الحرام حتى يختموا القرآن كله، وهذا من المسارعة إلى الخيرات في القرون المفضلة، ونحن أولى بذلك في القرون المتأخرة.
كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي .
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة همس الغلا.
لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى
jarh5000@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة الكترونية الى
jarh5000-unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر , الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com.sa/group/jarh5000?hl=en
-----------------------
أثبت وجودك لا تقرأ وترحل شارك معنا ولو بأيميل واحد
لمن اراد التوقف عن استقبال ايميله من المجموعة
يرسل بريد الى الادارة jarh5000@hotmail.com
ويكتب يرجى التوقف عن ارسال رسائل البريد الإلكتروني من المجموعة.
وسيتم الغائه خلال 24 ساعة
--------------------------------
Who wants to stop receiving messages from the group
Send mail to Jarh5000@hotmail.com
.Please stop writing and sending e-mail messages from the group
Will be canceled within 24 hours
No comments:
Post a Comment