________________________________
> Date: Wed, 26 Oct 2011 16:15:06 +0300
> Subject: توقير العلماء والكبار وأهل الفضل
> From: aabbcc088@gmail.com
> To:
>
>
>
>
> 44 ـ باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل
>
> وتقديمهم على غيرهم ، ورفع مجالسهم ، وإظهار مرتبيهم
>
>
>
> قال الله تعالى: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ
> لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) [الزمر: 9] .
>
> 1/348 ـ وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري الأنصاري رضي الله عنه قال :
> قال رسول الله صلى الله و سلم : (( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن
> كانوا في القراءة سواء ، فأعلمهم بالسنة ،فإن كانوا في السنة سواء،
> فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء ، فأقدمهم سناً ، ولا يؤمَنَ
> الرجل الرجل في سلطانه ، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه )) رواه
> مسلم (183) .
>
> وفي رواية له : (( فأقدمهم سِلماً )) : بدل (( سِنا )) أو إسلاماً .
>
> وفي رواية : (( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، وأقدمهم قراءة ، فإن كانت
> قراءتهم سواء فيؤمهم أقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم
> أكبرهم سناً )) .
>
> والمراد (( بسلطانه )) محل ولايته ، أو الموضع الذي يختص به .
>
> (( وتكرمته )) بفتح التاء وكسر الراء : وهي ما ينفرد به من فراش وسرير ونحوهما .
>
> 2/349 ـ وعنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في
> الصلاة ويقول : (( استووا ولا تختلفوا ، فتختلف ، قلوبكم ، لِيلِني منكم
> أولو الأحلام والنهى ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم )) رواه مسلم
> (184) .
>
> وقوله صلى الله عليه وسلم : (( لِيلِني )) هو بتخفيف النون وليس قبلها ياء
> ، وروي بتشديد النون مع ياء قبلها (( والنهى )) : العقول ، (( وأولو
> الأحلام )) هم البالغون ، وقيل : أهل الحلم والفضل .
>
>
>
> الـشـرح
>
> قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ : باب توقير العلماء ، وأهل الفضل ،
> وتقديمهم على غيرهم ، ورفع مجالسهم ، وإظهار مرتبتهم ، يعني وما يتعلق
> بهذا من المعاني الجليلة .
>
> يريد المؤلف ـ رحمه الله ـ بالعلماء علماء الشريعة الذين هم ورثة النبي
> صلى الله عليه وسلم ، فإن العلماء ورثة الأنبياء ؛ لأن الأنبياء لم يورثوا
> درهماً ولا ديناراً ، فإن النبي صلى عليه وسلم توفي عن بنته فاطمة وعمه
> العباس ولم يرثوا شيئاً ؛ لأن الأنبياء لا يورثون إنما ورثوا العلم .
>
> فالعلم شريعة الله فمن أخذ بالعلم ؛ أخذ بحظ وافر من ميراث العلماء .
>
> وإذا كان الأنبياء لهم حق التبجيل والتعظيم والتكريم ، فلمن ورثهم نصيب من
> ذلك ، أن يبجل ويعظم ويكرم ، فلهذا عقد المؤلف رحمه الله لهذه المسألة
> العظيمة باباً ؛ لأنها مسألة عظيمة ومهمة .
>
> وبتوقير العلماء توقر الشريعة ؛ لأنهم حاملوها ، وبإهانة العلماء تهان
> الشريعة ؛ لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس ؛ ذلت الشريعة
> التي يحملونها ، ولم يبق لها قيمة عند الناس ، وصار كل إنسان يحتقرهم
> ويزدريهم فتضيع الشريعة .
>
> كما أن ولاة الأمر من الأمراء والسلاطين يجب احترامهم وتوقيرهم تعظيمهم
> وطاعتهم ، حسب ما جاءت به الشريعة ؛ لأنهم إذا احتقروا أمام الناس ،
> وأذلوا ، وهون أمرهم ؛ ضاع الأمن وصارت البلاد فوضى ، ولم يكن للسلطان قوة
> ولا نفوذ .
>
> فهذان الصنفان من الناس : العلماء والأمراء ، إذا احتقروا أمام أعين الناس
> فسدت الشريعة ، وفسدت الأمن ، وضاعت الأمور ، وصار كل إنسان يرى أنه هو
> العالم ، وكل إنسان يرى لأنه هو الأمير ، فضاعت الشريعة وضاعت البلاد ،
> ولهذا أمر الله تعالى بطاعة ولاة الأمور من العلماء والأمراء فقال : ( يَا
> أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
> وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) [النساء: 59] .
>
> ونضرب لكم مثلاً : إذا لم يعظم العلماء والأمراء ، فإن الناس إذا سمعوا من
> العالم شيئاً قالوا : هذا هين ، قال فلان خلاف ذلك .
>
> أو قالوا : هذا هين هو يعرف ونحن نعرف ، كما سمعنا عن بعض السفهاء الجهال
> ، أنهم إذا جودلوا في مسألة من مسائل العلم ، وقيل لهم : هذا قول الإمام
> أحمد بن حنبل ، أو هذا قول الشافعي ، أو قول مالك ، أو قول أبي حنيفة ، أو
> قول سفيان ، أو ما أشبه ذلك قال : نعم ، هم رجال ونحن رجال ، لكن فرق بين
> رجولة هؤلاء ورجولة هؤلاء ، من أنت حتى تصادم بقولك وسوء فهمك وقصور علمك
> وتقصيرك في الاجتهاد وحتى تجعل نفسك نداً لهؤلاء الأئمة رحمهم الله ؟
>
> فإذا استهان الناس بالعلماء كل واحد يقول : أنا العالم ، أنا النحرير ،
> أنا الفهامة ، أنا العلامة ، أنا البحر الذي لا ساحل له وصار كل يتكلم بما
> شاء ، ويفتي بما شاء ، ولتمزقت الشريعة بسبب هذا الذي يحصل من بعض السفهاء
> .
>
> وكذلك الأمراء ، إذا قيل لواحد مثلاً : أمر الولي بكذا وكذا ، قال : لا
> طاعة له ؛ لأنه مخل بكذا ومخل بكذا ، وأقول : إنه إذا أخل بكذا وكذا ،
> فذنبه عليه ، وأنت مأمور بالسمع والطاعة ، حتى وإن شربوا الخمور وغير ذلك
> ما لم نر كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان ، وإلا فطاعتهم واجبة ؛
> ولو فسقوا ، ولو عتو ، ولو ظلموا .
>
> وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك
> ))(185) .
>
> وقال لأصحابه فيما إذا أخل الأمراء بواجبهم ، قال : (( اسمعوا وأطيعوا
> فإنما عليكم ما حملتم وعليهم ما حملوا )) (186) .
>
> أما أن نريد أن تكون أمراؤنا كأبي بكر وعمر ، وعثمان وعلى ، فهذا لا يمكن
> ، لنكن نحن صحابة أو مثل الصحابة حتى يكون ولاتنا مثل خلفاء الصحابة .
>
> أما والشعب كما نعلم الآن ؛ أكثرهم مفرط في الواجبات ، وكثير منتهك
> للحرمات ، ثم يريدون أن يولي الله عليهم خلفاء راشدين ، فهذا بعيد ، لكن
> نحن علينا أن نسمع ونطبع ، وإن كانوا هم أنفسهم مقصرين فتقصيرهم هذا عليهم
> . عليهم ما حملوا ، وعلينا ما حملنا .
>
> فإذا لم يوقر العلماء ولم يوقر الأمراء ؛ ضاع الدين والدنيا . نسأل الله
> العافية .
>
> ثم استدل المؤلف بقوله تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
> يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) [الزمر: 9] ( قُلْ هَلْ
> يَسْتَوِي) يعني لا يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون ؛ لأن الجاهل
> متصف بصفة ذم ، والعالم متصف بصفة مدح ، ولهذا لو تعير أدنى واحد من
> العامة وتقول له : أنت جاهل ، غضب وأنكر ذلك ، مما يدل على أن الجهل عيب
> مذموم ، كلُ ينفر منه ، والعلم خير ، ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا
> يعلمون في أي حال من الأحوال .
>
> العالم يعبد الله على بصيرة ، يعرف كيف يتوضأ ، وكيف يصلي ، وكيف يزكي ،
> وكيف يصوم ، وكيف يحج ، وكيف يبر والديه ، وكيف يصل رحمه .
>
> العالم يهدي الناس ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا
> لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ
> لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ) [الأنعام: 122] ، لا يمكن أن يكون هذا مثل هذا
> ، فالعالم نور يهتدي به ويرفع الله به ، والجاهل عالة على غيره ، لا ينفع
> نفسه ولا غيره ، بل إن أفتى بجهل ؛ ضر نفسه وضر غيره ، فلا يستوي الذين
> يعلمون والذين لا يعلمون .
>
> ثم استدل المؤلف بحديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
> ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله )) يعني يكون إماماً فيهم أقرؤهم كاتب الله
> (( فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا بالسنة سواء
> فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً )) أي إسلاماً ،
> وفي لفظ سناً أي أكبرهم سناً .
>
> وهذا يدل على أن صاحب العلم مقدم على غيره ؛ يقدم العلم بكتاب الله ، ثم
> العالم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يقدم من القوم في الأمور
> الدينية إلا خيرهم أفضلهم .
>
> وهذا يدل على تقديم الأفضل فالأفضل في الإمامة ، وهذا في غير الإمام
> الراتب ، أما الإمام الراتب فهو الإمام وإن كان في الناس من هو أقرأ منه ؛
> لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث : (( ولا يؤمن الرجلُ الرجلَ في
> سلطانه )) وإمام المسجد الراتب سلطان في مسجده ، حتى إن بعض العلماء يقول
> : لو أن أحداً تقدم وصلى بجماعة المسجد بدون إذن الإمام فصلاتهم باطلة ،
> وعليهم أن يعيدوا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن الإمامة ، والنهي
> يقتضي الفساد ، والله الموفق .
>
>
>
> * * *
>
>
>
> 3/350 ـ وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
> عليه وسلم : (( لِيلِني مِنكم أولو الأحلام والنهي ، ثم الذين يلونهم ))
> ثلاثا ًً (( وإياكم وهيشاتِ الأسواق )) رواه مسلم (187) ،
>
> 4/351 ـ وعن أبي يحيى وقيل : أبي محمد سهل بن أبي حثمة ـ بفتح الحاء
> المهملة ، وإسكان التاء المثلثة الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال انطلق عبد
> الله ابن سهل ومحيصة بن مسعود إلى خيبر وهي يومئذ صلح ، فتفرقا ، فأتى
> محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دَمِهِ قتِيلاً ، فدفنه ، ثم قدم
> المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى
> الله عليه وسلم ، فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال : (( كبر كبر )) وهو أحدث
> القوم ، فسكت ، فتكلما فقال : (( أتحلفون وتستحقون قاتلكم ؟ )) وذكر تمام
> الحديث . متفق عليه (188) .
>
> وقوله صلى الله عليه وسلم : (( كبر كبر )) معناه : يتكلم الأكبر .
>
> 5/352 وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين
> الرجلين من قتلى أحد يعني في القبر ، ثم يقول : (( أيهما أكثر أخذاً
> للقرآن ؟ )) فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد . رواه البخاري
> (189).
>
> 6/353 ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((
> أراني في المنام أتسوك بسواك ، فجاءني رجلان ، أحدهما أكبر من الآخر ،
> فناولت السواك الأصغر ، فقيل لي : كبر ، فدفعته إلى الأكبر منهما )) رواه
> مسلم مسنداً ، والبخاري تعليقاً (190) .
>
> 7/354 ـ وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله وعليه : (( إن
> من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرآن غير الغالي
> فيه ، والجافي عنه ، وإكرام ذي السلطان المقسط )) حديث حسن رواه أبو داود
> (191) .
>
>
>
> الـشـرح
>
> هذه الأحاديث فيها الإشارة إلى ما سبق عن المؤلف ـ رحمه الله ـ من إكرام
> أهل العلم وأهل الفضل الكبير ، فمن ذلك حديث عبد الله ين مسعود رضي الله
> عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليلني منكم أولو الأحلام والنهي
> ، ثم الذين يلونهم )) قال ذلك ثلاثاً ، (( وإياكم وهيشات الأسواق )) وفي
> قوله : (( ليلني منكم )) اللام لام الأمر ، والمعنى أنه في الصلاة ينبغي
> أن يتقدم أولو الأحلام والنهي .
>
> وأولو الأحلام : يعني الذين بلغوا الحلم وهم البالغون ، والنهي جمع نهية
> وهي العقل ، يعني العقلاء فالذي ينبغي أن يتقدم في الصلاة العاقلون
> البالغون ؛ لأن ذلك أقرب إلى فهم ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم أو ما
> يفعله ، من الصغار ونحوهم ، فلهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم أن يتقدم
> هؤلاء حتى يلوا الإمام .
>
> وليس معنى الحديث لا يلني إلا أولو الأحلام والنهي ، بحيث نطرد الصبيان عن
> الصف الأول ، فإن هذا لا يجوز . فلا يجوز طرد الصبيان عن الصف الأول إلا
> أن يحدث منهم أذية ، فإن لم يحدث منهم أذية ؛ فإن من سبق إلى ما لم يسبق
> إليه أحد أحق به .
>
> وهناك فرق بين أن تكون العبارة النبوية : لا يلني إلا أولو الأحلام ، وبين
> قوله : ليلني أولو الأحلام ، فالثانية تحث الكبار العقلاء على التقدم ،
> والأولى لو قدر أنها هي نص الحديث لكان بنهى أن يلي الإمام من ليس بالغاً
> ، أو ليس عاقلاً .
>
> وعلى هذا فنقول : إن أولئك الذين يطردون الصبيان عن الصف الأول أخطئوا من
> جهة أنهم منعوا ذوي الحقوق حقوقهم ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
> (( من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له )) (192) .
>
> ومن جهة أخرى أنهم يكرهون الصبيان المساجد ، وهذا يؤدي إلى أن ينفر الصبي
> عن المسجد إذا كان يطرد عنه.
>
> ومنها أن هذه لا تزال عقدة في نفسه من الذي طرده فتجده يكرهه ، ويكره ذكره
> ، فمن أجل هذه المفاسد نقول : لا تطردوا الصبيان من أوائل الصفوف .
>
> ثم إننا إذا طردناهم من أوائل الصفوف ؛ حصل منهم لعب ، لو كانوا كلهم في
> صف واحد كما يقوله من يقوله من أهل العلم ، لحصل منهم من اللعب ما يوجب
> اضطراب المسجد ، واضطراب أهل المسجد ، ولكن إذا كانوا مع الناس في الصف
> الأول ومتفرقين ؛ فإن ذلك أسلم من الفوضى التي تحصل بكونهم يجتمعون في صف
> واحد .
>
> وقوله صلى الله عليه وسلم : (( ليلني منكم أولو الأحلام والنهي )) يستفاد
> منه أن الدنو من الإمام له شأن مطلوب ، ولهذا قال : ليلني أي يكون هو الذي
> يليني .
>
> وعلى هذا نقول : إذا كان يمين الصف بعيداً ، وأيسر الصف أقرب منه بشكل
> واضح ، فإن الصف الأيسر أفضل من الأيمن ، من أجل دنوه من الإمام ؛ ولأنه
> لما كان الناس في أول الأمر إذا كان إمامهم واثنان معه ، فإنهما يكونان عن
> يمينه واحد ، وعن شماله واحد ، ولا يكون كلاهما عن اليمين ، فدل هذا على
> مراعاة الدنو من الإمام ، وتوسط الإمام من المأمومين .
>
> ولكن هذا الأمر أي كون الإمام واثنان معه يكونان في صف واحد ، هذا نسخ ،
> وصار الإمام إذا كان معه اثنان يصفان خلفه ، ولكن كونه ـ حين كان مشروعاً
> ـ يجعل أحدهما عن اليمين والثاني عن اليسار ؛ يدل على أنه ليس الأيمن أفضل
> مطلقاً ، بل أفضل من الأيسر إذا كان مقارباً أو مثله ، أما إذا تميز بميزة
> بيّنة ؛ فاليسار مع الدنو من الإمام أفضل .
>
> وفي حديث الرؤيا التي رآها الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه كان صلى الله
> عليه وسلم أنه كان صلى الله عليه وسلم يتسوك بسواك فجاءه رجلان فأراد أن
> يعطيه الأصغر ، فقيل له : كبّر كبّر . فيه دليل أيضاً على اعتبار الكبر ،
> وأنه يقدم الأكبر في إعطاء الشيء .
>
> ومن ذلك إذا قدمت الطعام مثلاً أو القهوة أو الشاي فلا تبدأ باليمين ، بل
> ابدأ بالأكبر الذي أمامك ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن
> يعطيه الأصغر قيل له كبّر ، ومعلوم أنه لو كان الأصغر هو الأيسر لا يذهب
> الرسول صلى الله عليه وسلم يعطيه إياه فالظاهر أنه أعطى الأيمن من أجل
> التيامن ، لكن قيل له كبّر : يعني أعطه الأكبر ، فهذا إذا كان الناس أمامك
> تبدأ بالكبير ، لا تبدأ باليمين ، أما إذا كانوا جالسين عن اليمين وعن
> الشمال فابدأ باليمين .
>
> وبهذا يجمع بين الأدلة الدالة على اعتبار التكبير أي مراعاة الكبير ، وعلى
> اعتبار الأيمن ، أي مراعاة الأيمن ، فنقول : إذا كانت القصة كما جاء عن
> النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان معه إناء يشرب منه ، وعلى يساره الأشياخ
> وعلى يمينه غلام وهو ابن عباس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للغلام
> ((أتأذن لي أن أعطي هؤلاء)) فقال الغلام : لا والله ، لا أوثر بنصيبي منك
> أحداً . فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم (193) . فإذا كان هكذا فأعطه
> من على يمينك ، أما الذين أمامك فابدأ بالكبير، كما تدل عليه السنة ، وهذا
> هو وجه الجمع بينهما .
>
> ثم إن الإنسان إذا أعطاه الكبير فمن يعطي بعده ؟ هل يعطي الذي على يمين
> الكبير ويكون عن يسار الصاب ، أم الذي عن يمين الصاب ؟
>
> نقول : يبدأ بالذي عن يمين الصاب وإن كان على يسار الكبير ؛ لأننا إذا
> اعتبرنا التيامن بعد مراعاة الكبر ، فالذي على يمينك هو الذي عن يسار
> مقابلك فتبدأ به ، ما لم يسمح بعضهم لبعض ، ويقول : أعطه فلاناً .. أعطه
> فلاناً ؛ فالحق لهم ، ولهم أن يسقطوه ، والله أعلم .
>
>
>
> ----------------------
>
>
>
> (183) رواه مسلم ، كتاب المساجد ، باب من أحق بالإمامة ، رقم ( 673 ) .
>
> (184) رواه مسلم ، كتاب الصلاة ، باب تسوية الصفوف . . . ، رقم ( 432 ) [
> 122 ] .
>
> (185) رواه مسلم ، كتاب الإمارة ، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين . . ،
> رقم ( 1847 ) [ 52 ] .
>
> (186) رواه مسلم ، كتاب الإمارة ، باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق ،
> رقم ( 1846 ) .
>
> (187) رواه مسلم ، كتاب الصلاة , باب تسوية الصفوف . . ، رقم ( 432 ) [ 123 ] .
>
> (188) رواه البخاري ، كتاب الجزية والموادعة ، باب الموادعة والمصالحة مع
> المشركين بالمال ، رقم ( 3173 ) ، ومسلم ، كتاب القسامة ، باب القسامة ،
> رقم ( 1669)
>
> (189) رواه البخاري ، كتاب الجنائز ،باب الصلاة على الشهيد ، رقم ( 1343 ) .
>
> (190) رواه البخاري ، كتاب الوضوء ، باب السواك ، رقم (246 ) ، ومسلم ،
> كتاب الرؤيا ، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ، رقم ( 2271 ) .
>
> (191) رواه أبو داود ، كتاب الأدب في تنزيل الناس منازلهم ، رقم ( 4843 ) .
>
> (192) رواه أبو داود ، كتاب الخراج والإمارة ، باب في إقطاع الأرضين ، رقم
> ( 3071 ) .
>
> (193) رواه البخاري ، كتاب المساقاة ، باب من رأى صدقة وهبته ووصيته جائزة
> . . . ، رقم ( 2351 ) ، ومسلم ، كتاب الأشربة ، باب استحباب إدارة الماء
> واللبن ونحوهما . . ، رقم ( 3030 ) .
>
>
>
> --
> http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18190.shtml
>
> ========
>
> قال ابن عباس :"لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالسهم ممرضة للقلوب"
> قال سفيان الثوري:" إن استطعت أن لا تحك رأسك إلا بأثر فافعل"
> وقال يحي بن أبي كثير :" إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره"
> وقال إمام أهل السنة:" لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة, فإنه لا يؤول
> أمره إلى خير"
> وقال شيخ الإسلام :" قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف, أحب
> إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟
> فقال إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه ,وإذا تكلم في أهل البدع فإنما
> هو للمسلمين ,هذا أفضل"
>
> --
> لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google مجموعة "ابن القيم".
> لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
> ebenelkaym@googlegroups.com
> لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى
> ebenelkaym+unsubscribe@googlegroups.com
> لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
> http://groups.google.com/group/ebenelkaym?hl=ar?hl=ar
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة همس الغلا.
لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى
jarh5000@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة الكترونية الى
jarh5000-unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر , الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com.sa/group/jarh5000?hl=en
-----------------------
أثبت وجودك لا تقرأ وترحل شارك معنا ولو بأيميل واحد
لمن اراد التوقف عن استقبال ايميله من المجموعة
يرسل بريد الى الادارة jarh5000@hotmail.com
ويكتب يرجى التوقف عن ارسال رسائل البريد الإلكتروني من المجموعة.
وسيتم الغائه خلال 24 ساعة
--------------------------------
Who wants to stop receiving messages from the group
Send mail to Jarh5000@hotmail.com
.Please stop writing and sending e-mail messages from the group
Will be canceled within 24 hours
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment