Saturday, January 14, 2012

[همس الغلا®:14502] من أجل عيون بشار الأسد!!



 
 

من أجل عيون بشار الأسد!!

ياسر الزعاترة

 

سمعنا أن "الرفاق" القوميين واليساريين قد شرعوا في فضَّ شراكتهم مع الإسلاميين (الإخوان المسلمين تحديدا)، وإنشاء تحالف جديد فيما بينهم يضم الأحزاب الخمسة التي كانت تشكل مع الإخوان لجنة تنسيق أحزاب المعارضة، وهي: البعث العربي (العراقي)، البعث التقدمي (السوري)، الوحدة الشعبية، الشيوعي الأردني وحشد، إلى جانب حزب الحركة القومية التي تتبنى نظرية القذافي (ما مصير بعد رحيل العقيد؟!).

بعيدا عن أي تبريرات معلنة، فإن جوهر الموقف الجديد إنما ينبع من الخلاف حول الملف السوري في ظل تأييد الإخوان لثورة الشعب مقابل تأييد الأطراف الأخرى للنظام، ولا قيمة لقول مسؤول (الوحدة الشعبية) إنهم يؤيدون الحراك السلمي، وقوله: إن الإخوان يؤيدون التدخل الأجنبي، لأنه ذلك محض التفاف على الحقيقة، إذ لا الإخوان يؤيدون التدخل الأجنبي، ولا القوم إياهم يؤيدون الاحتجاج السلمي، وإلا لما سكتوا عن قتل الآلاف قبل أن تطلق أي رصاصة على الجيش السوري، ولما وصفوا المحتجين بأنهم أصحاب أجندات خارجية تستهدف المقاومة والممانعة.

يمكن لأولئك القوم أن يقولوا أي شيء في سياق تبرير موقفهم حيال ما يجري في سوريا، لكن حديثهم عن الاحتجاج السلمي ودعم الديمقراطية والحرية لا يبدو مقنعا، لأن أحدا لم يمنع بشار الأسد من نشر الديمقراطية والحرية قبل أن يخرج الناس إلى الشوارع، بل بعد ذلك أيضا. وعموما يعرف الجميع أن حزبي حشد والوحدة الشعبية قد أخذا موقفيهما المشار إليه بسبب وجود نايف حواتمة (مرجعية حشد) في دمشق (دعك من كراهيته المزمنة للإسلاميين)، وتأثير جناح ماهر الطاهر في الجبهة الشعبية على موقف حزب الوحدة.

لقد فقدنا الأمل بتغيير القوم لرأيهم؛ على تباين في دوافع كل منهم بين الحزبية والأيديولوجية والطائفية، وبين خليط من ذلك كله، وما يعنينا هنا هو هذا التجمع الجديد الذي نشأ أو سينشأ بعيدا عن الإسلاميين.

الأرجح أن لسان حال الإخوان في التعبير عن هذه القضية سيردد بكل بساطة تلك المقولة الشعبية "رضينا بالهم، والهم ما رضي بينا"، إذ أن الجميع يعرف أن كل الأحزاب المشار إليها لا يمكنها تنظيم مسيرة ذات بال في أي مكان، أعني مسيرة يشارك فيها الآلاف في أي مناسبة، وزعماء الأحزاب المذكورة لم يحصلوا منذ ثلاثة عقود على فرصة الحديث للآلاف إلا في عهد تحالفهم مع الإخوان، بينما كان نصيب المحظوظ منهم يتمثل في الحديث إلى بضع عشرات في قاعة مغلقة.

هي الأيام جعلها رب العزة دولا بين الناس، وهذا الزمن ليس زمن أولئك، إذ أن أحدا، باستثناء قلة من الناس لم يعودوا مقتنعين بشعارات الماركسية، وحتى البعد العروبي لا ينطلق من إحساس عنصري، وإنما بمشترك بين دول يمكنها التعاون وصولا إلى الوحدة، وليس على قاعدة إعلاء عرقية على أخرى، لأن في الفضاء العربي أعراقا أخرى من الطبيعي أن ترفض الشعار القومي بطبعته التقليدية.

إنها الجماهير المؤمنة في زمن الصحوة الدينية، وحين يضطر "الرفاق" للانتظار بباب مسجد رئيس حتى خروج الناس من صلاة الجمعة من أجل تنظيم مظاهرة، فلأنهم يدركون أن الناس يتواجدون هنا، وحتى الذين لم يذهبوا إلى الصلاة بسبب التقصير لا يقفون في المربع الآخر من الناحية الفكرية، وحين يُدعون إلى التصويت لا يجد كثير منهم غير الانحياز للمشروع الإسلامي.

ما ينبغي أن يقال هنا هو أن خطوط التفاهم التي أنشأها الإسلاميون مع التيارات المشار إليها هي تعبير عن وعي متقدم وميل للم الشمل على أسس تخدم البلاد والعباد بعيدا عن حساسيات الأيديولوجيا. وفي مصر على سبيل المثال أنشأ الإخوان تحالفا انتخابيا مع عدد من القوى القومية واليسارية رغم هامشية حضورها، وفاز على قائمتهم (الحرية والعدالة) عدد من اليساريين والقوميين، ومنهم مسيحيون مثل أمين اسكندر.

اليوم، ومن أجل نظام دموي ورث الناس كما يرث أحدهم مزرعة عن أبيه، بل بطريقة أسوا (تذكرون مسرحية تغيير الدستور الهزلية من أجل الابن العزيز الذي لم يبلغ يومئذ العمر المطلوب)، من أجل نظام كهذا يذهب "الرفاق" في اتجاه آخر، ويصل بهم الحال حد الالتقاء مع أصوات يمينية ذات نفس إقليمي وطائفي، كما يتحالفون في النقابات مع جهات رسمية ضد الإسلاميين، وعموما هم أحرار فيما ذهبوا أو سيذهبون إليه. ونحن إذ نوقن أن أمرا كهذا لن يمسَّ الثورة السورية، ولن يطيل عمر نظام بشار الأسد، فهو قد يؤثر بهذا القدر أو ذاك على مسيرة الإصلاح هنا في الأردن.

هو مخاض بالغ الأهمية، وتاريخ يُكتب في هذه المنطقة، وسيعرف الذي يقفون إلى جانب الطغاة أمثال بشار الأسد أي منقلب ينقلبون، أما الإسلاميون فهم مجتهدون يبتغون وجه الله، ووجه الله لا يمكن أن يُبتغى من خلال دعم الطغاة، وإنما من خلال نصرة المستضعفين في كل مكان، بمن فيهم غير المسلمين.

--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة    همس الغلا.
لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى
jarh5000@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة الكترونية الى
jarh5000-unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر , الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com.sa/group/jarh5000?hl=en
-----------------------
أثبت وجودك لا تقرأ وترحل شارك معنا ولو بأيميل واحد

لمن اراد التوقف عن استقبال ايميله من المجموعة
يرسل بريد الى الادارة jarh5000@hotmail.com
ويكتب يرجى التوقف عن ارسال رسائل البريد الإلكتروني من المجموعة.
وسيتم الغائه خلال 24 ساعة
--------------------------------
Who wants to stop receiving messages from the group
Send mail to Jarh5000@hotmail.com
.Please stop writing and sending e-mail messages from the group
Will be canceled within 24 hours

No comments:

Post a Comment